شهدت شمال سوريا خلال الأيام الأخيرة تطورات ميدانية متسارعة مع اجتياح “جبهة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) لمدينة حلب وبعض المناطق المحيطة، مما أثار قلقاً محلياً ودولياً واسع النطاق.
العملية العسكرية المفاجئة رافقتها تحركات موسعة من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، التي وسعت سيطرتها على أرياف حلب الشرقية والشمالية تحت مسمى “الجيش الوطني”.
وفي ضوء هذه التطورات، أصدر حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي بياناً مشتركاً حصل عليه “هاشتاغ”، عبّرا فيه عن قلقهما البالغ إزاء المشهد المتأزم.
وأشار البيان إلى أن هذه العمليات العسكرية لا تهدد فقط استقرار المنطقة، لكنها تعمّق الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 13 عاماً، وتفتح الباب لانتعاش قوى التطرف والإرهاب، مع تصاعد المعاناة الإنسانية للسوريين.
وركز الحزبان على ضرورة حماية المدنيين وتجنيبهم تبعات النزاعات المسلحة، مطالبين بضمان سلامتهم وممتلكاتهم. كما شددا على أهمية الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قيم العيش المشترك بين مختلف المكونات الدينية والعرقية في سوريا، مع الدعوة إلى نبذ خطاب الكراهية والتفرقة.
وفيما يتعلق بأزمة النزوح التي تفاقمت مع استمرار العمليات العسكرية، دعا البيان إلى تأمين عودة طوعية وآمنة للمهجرين إلى منازلهم، بمن فيهم سكان عفرين المهجرون منذ 2018، والذين يعانون أوضاعاً صعبة في مناطق النزوح.
وأكد البيان على أهمية الحوار السياسي بين مختلف القوى السورية كوسيلة للخروج من الأزمة، مشيرين إلى أهمية العمل وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 كمرجعية للحل السياسي.
واعتبر البيان أن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وعودتها إلى الحدود الدولية يمثل خطوة أساسية لاستعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
وشدد الحزبان على أن أي تدخل خارجي أو نزعات توسعية تعرقل مساعي الحل وتزيد تعقيد الأزمة.
وأنهى الحزبان بيانهما بالدعوة إلى تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل شامل ينهي معاناة السوريين، مشيرين إلى أن استمرار الصراعات لا يخدم سوى القوى التي تسعى لاستغلال المأساة لتحقيق مصالحها الخاصة.