نقلت وكالة رويترز عمَّا أسمته “فصيل عراقي متحالف مع إيران” نفيه وجود دور لهم في الهجمات الصاروخية الأخيرة على أهداف أمريكية في العراق.
وبحسب رويترز فإن الفصيل لم ينفي ضمنياً الهجوم على السعودية الشهر الفائت، معتبراً وجود مبررات لذلك.
وشددت جماعة كتائب “حزب الله العراقية” المعروفة بقربها من إيران عدم ضلوعها في الحادث الذي استهدف أشخاصاً يعملون مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
ويأتي نفي كتائب حزب الله في الوقت الذي تبحث فيه إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، مع طهران طريق العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق “دونالد ترامب”.
وأشارت الوكالة أن نفي الفصيل لأي تحرك ضد المصالح الأمريكية في وقت تقول فيه واشنطن إنها لا تزال تعمل على تحديد هوية مرتكبي هجوم أربيل، دلالة على رغبة إيران وحلفائها في تجنب تصعيد قد يؤدي إلى رد أمريكي قوي
وقال مسؤولون عراقيون في تصريح لرويترز:” أنَّ الهجمات، التي غالبا ما تتبناها جماعات غير معروفة، ينفذها مسلحون لهم صلات بكتائب حزب الله حلفاء إيران لمضايقة القوات الأمريكية دون التعرض للمحاسبة”.
وفي تصريح للوكالة شدد المتحدث باسم كتائب حزب الله ” محمد محيي” أنَّ منفذي الهجمات يريدون من واشنطن أن تشدد موقفها من إيران، أو تستهدف الفصائل العراقية.
وأضاف:” أنه يجب منح فرصة لتحقيق انفراج بين الولايات المتحدة وإيران، مما قد يؤدي إلى رحيل القوات الأمريكية”.
وعقب الهجوم الصاروخي على أربيل تحدث الأمين العام لحلف الناتو ” ينس ستولتنبرغ” خلال مؤتمر صحفي عن توسع الحلف في مهمة القضاء على فلول تنظيم داعش، مؤكداً على أنَّ مهمة “الناتو” جاءت بناءً على طلب الحكومة العراقية.
وكان التحالف العسكري للناتو أعلن عن زيادة عدد القوات العاملة على أرض العراق من 500 إلى 4000 عنصر، في مهمة اعتبرها تدريبية، واستشارية.
ويرى محللون أنَّ ظهور “جماعة سرايا أولياء الدم” التي تبنت الهجمات الصاروخية على أربيل، تنذر بوجود عدد متزايد من الميليشيات الجديدة المناهضة للولايات المتحدة في العراق، وكثيراً ما تطلق هذه الجماعات على نفسها اسم “المقاومة”، في إشارة إلى مناهضتها لوجود الولايات المتحدة في العراق.
ويحلل مراقبون أنَّ تبدَّل القيادة لبعض هذه الجماعات، يؤدي مباشرة إلى إيران، ذلك أن التسلسل القيادي غامض، وغير معروف، وهنا تكمن الصعوبة في التصدي له”.
وأكدت الخبيرة في معهد نيولاينز للسياسة الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث في واشنطن “كارولين روز” أنًّ توسع القوات الأمريكية في العراق، بدون استراتيجية أو حاجة ملحة لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” سيكون له تبعات على الميليشيات المدعومة من إيران”.
وقالت روز:” مهمة الناتو تتعلق باستقرار العراق على المدى الطويل، فإنه يتمتع بمرونة أكبر بكثير من التحالف العالمي، لذا إن عمل “الناتو” أكثر شمولية تجاه القوات المسلحة العراقية بأكملها، لضمان أن يكون للعراق مؤسسات قوية ومستقرة يمكنها الدفاع ضد جميع الأطراف الخارجية، وليس فقط ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
ويشير الباحث السياسي “سجاد جياد” أن وجود قوات الناتو في العراق يقلل من بعض العداء تجاه القوات الأجنبية، حيث لم توجه حتى اللحظة أي من الجماعات المناهضة لأمريكا أي انتقاد أو هجمات على “الناتو”.
وقال جياد:” لن تكون مهمة الناتو فعالة مثل التحالف العالمي لأنها ليست مجهزة بشكل جيد لدعم جهود مكافحة الإرهاب، ولكن من منظور سياسي، قد تقلل بعض العداء”.
وصرح مصدر من داخل الحكومة العراقية أنه لا توجد عصا سحرية لإيقاف هجمات الميلشيات المسلحة، كما لا يمكن التحدث رسمياً، ولأسباب أمنية عن الهجمات السابقة، ولسنا متأكدين إن كانت إيران تمتلك معلومات بهذا الشأن”.
وقال المصدر الحكومي:” ليس كافياً أن تقوم إيران بمد يدها، فالأمر يبدو صعباً للغاية، ومن الواضح وجود جهات عدة تقف وراء هذه الجماعات المتمردة، ولا توجد فقط خلافات في الرأي بين الميليشيات الجديدة والمؤسسة داخل العراق، ولكن أيضاً هناك انقسامات في الرأي حول هذه الميليشيات داخل إيران”.
ونشرت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن محللين ومراقبين للوضع العراقي أنَّ العمليات، والهجمات يتم تنفيذها بدقة كبيرة، وهي لا تستهدف ذات المعسكرات، والسفارات بشكل مباشر، نظراً لأنها تحمل رسائل فقط للجهات المستهدفة، وأنَّ الحديث عن تصدي الحكومة لها هو نوع من التمني، حيث يتم دعم تلك المليشيات من جهات دولية “.
وفي تصريح للوكالة قال المحلل العراقي “إياد العناز:” “الغاية من تلك العمليات هو تصعيد الموقف السياسي في العراق، وإحداث حالة من الاضطراب والانفلات الأمني، بما ينعكس سلباً على الوضع العام في البلاد ويشكل حرجاً سياسياً وأمنياً لحكومة مصطفى الكاظمي المطالبة دولياً بتوفير الأجواء الملائمة واتباع الإجراءات بالحفاظ على المواقع والمقرات التابعة للتحالف الدولي”.
بدوره الأمن العراقي أكد سقوط ثلاثة صواريخ على المنطقة الخضراء المحصنة، والتي تتخذها الحكومة الاتحادية مقراً لها، وتضم مقر السفارة الأمريكية، ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية لدول أخرى.
ويعتبر هذا الهجوم هو ثالث هجوم صاروخي في العراق خلال أسبوع لاستهداف مناطق تستضيف جنوداً أو دبلوماسيين أو مقاولين أمريكيين، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف مدنياً واحداً على الأقل كان موظفاً لدى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي.