انشغلت الأوساط اللبنانية، خلال الساعات الماضية، بمعضلة المخدرات، بعد أن انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد الشباب فقد السيطرة على نفسه قيل أنه تعاطى مخدر “كريستال ميث”.
مخدّر “كريستال ميث”
في التفاصيل، انتشر المقطع كالنار في الهشيم وأرفق بتوضيح أن الأجهزة الأمنية تحذّر من صنف خطير جديد يتم ترويجه على الشبان في الأسواق اللبنانية عوارضه قاتلة.
ولقي الفيديو تفاعلاً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين السلطة السياسية بمضاعفة جهودها لمكافحة هذه الآفة التي تضرب المجتمع.
بدوره، أفاد مصدر أمني، بأن الأجهزة الأمنية لم تتمكن من تحديد تاريخ الفيديو حتى الآن.
كما جزم بأن يكون الشخص الظاهر تحت تأثير المخدر “كريستال ميث”، هو النوع الذي ينتشر بسرعة كبيرة بين الشباب اللبناني، لاسيما بعد انتهاء تفشي كورونا، وفقاً لـ”العربية”.
وأوضح أن “الكريستال ميث” هو ميثامفيتامين مشتق عن مادة “الأمفيتامين”، هو مخدر منشط يؤثر على العقل.
كذلك ينتج عنه شعور بالكثير من الطاقة، وفرط اليقظة، والحدة والثقة بالنفس.
ولفت المصدر إلى أن سبب انتشار هذا النوع تحديداً بسرعة يأتي بسبب كلفته المنخفضة، إذ يساوي الغرام الواحد 10 دولارات.
وأكد أن نسبة كبيرة من الموقوفين بتهمة التعاطي مدمنين على نوع “الكريستال ميث”.
في حين شدّد على أنه معدل مقلق لأن هذا المخدّر يضرب الدماغ مباشرة.
وأشار إلى أن ما يرفع منسوب القلق من انتشاره بشكل أوسع في لبنان يعود إلى أن تركيبته الصناعية تأتي من مواد تدخل للبلد بطريقة شرعية تحت مسمّى “مواد طبية” تستخدم في صناعة مواد التنظيف.
كما كشف أن النسبة الأكبر من الذين يتعاطون مخدّر “كريستال ميث” تنتشر في محافظتي بيروت وجبل لبنان.
“منتشر منذ سنوات في لبنان”
من جهته، أوضح جوزيف حواط، رئيس مؤسسة “جاد” – “شبيبة ضدّ المخدرات”، ألا جديد في الفيديو الذي انتشر، إذ أن المخدّر “كريستال ميث” أو ما يعرف بالـ “شابو” في الدول العربية إضافة إلى أنواع أخرى منتشرة منذ سنوات في لبنان.
وأضاف “لكن الفارق اليوم أن كريستال ميث تنتشر بسرعة في لبنان في السنتين الأخيرتين”.
إقرأ أيضا: دراسة تؤكد: الاستهلاك اليومي للمشروبات الغازية ينبئ بتعاطي المخدرات في المستقبل القريب
وأوضح حواط أن تعاطي المخدرات تضاعف في لبنان بعد انتهاء تفشي وباء كورونا.
في حين رصدت جمعية “جاد” تزايد نسبة المتعاطين من فئة الشباب لأنواع عدة من المخدرات، لاسيما “كريستال ميث”.
أطفال يعملون في ترويج المخدرات في لبنان
الجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية في لبنان كانت شنّت حملات مكثّفة لإقفال مصانع المخدرات وحبوب الكبتاغون وتوقيف المتورطين بها.
وتمكّنت من إحباط عشرات عمليات تهريب الكبتاغون إلى دول عديدة، وذلك عبر الرافق العامة.
ومنذ خريف 2019، دخل لبنان في نفق أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، انهارت فيها عملته الوطنية مقابل الدولار ما انعكس سلباً على عمل قطاعات حيوية مثل التعليم والاستشفاء والمصارف.