الأحد, أكتوبر 13, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

“كمشة حكي”

هاشتاغ سوريا- رأي عصام داري

الحوار بين أفراد البشرية كلها مجرد سؤال وجواب، باستثناءات قليلة كقولنا مثلاً: صباح الخير ومساء الخير، فيأتيك صوت غاضب بسؤال: وين الخير وليش حضرتك متفائل ومبسوط؟.
هكذا تأتي الأسئلة على مدار الساعة، ويجب أن تكون هناك أجوبة على الأسئلة، فعندما يسألك صديق: كيف الصحة؟ لا يجوز أن تتركه بلا جواب لأن ذلك يعتبر قلة أدب، ونحن – ولله الحمد – شعب مهذب ومؤدب، فتجيبه:الحمد لله.
في مطلق الأحوال نسمع إجابات على الأسئلة، ليس هنا فقط، وإنما على امتداد كوكب الأرض، إلا الحكومة المهضومة، فتسألها مليون سؤال ولا يأتيك أي جواب، وعندما تتكرم بالإجابة يكون الجواب سوريالياً وغير مقنع!.
على سبيل المثال: سيادة وزير النفط ممكن نعرف شو قصة البنزين وأزماته المتلاحقة؟..
وزير النفط: …….
المواطن: شكراً!!
السيد وزير حماية المستهلك: لماذا تحرقنا الأسعار المشتعلة لكل شيء، وماذا تعمل مديريات حماية المستهلك لحماية المواطن من درجة “معتّر”؟
وزير التجارة وحماية المستهلك: …….
لا أحد يجيب، والمواطن لا يريد إلا معرفة سبب الغلاء والوباء، والكذب والرياء، وارتفاع أسعار الدواء، وتقنين الغاز والبنزين والمازوت والقطران، بعد أن تحولت حياة الناس إلى القطران!.
تحضرني في هذه اللحظة مسرحية الرحابنة(صح النوم) وحوارية قصيرة بين نصري شمس الدين وفيروز عندما يقول نصري: بس بلا حكي.. فتجيبه فيروز: ولشو اخترعوا الحكي مش تـ نحكي؟.
لكن المفاجأة تأتي من سيدنا الوالي(أنطوان كرباج) الذي يقول: تركهم يحكو.. ما نحن سامحين بحرية الرأي.. هنن إلهم الحق يصرخو.. والحكومة إلها حق تسد أدنيها!!
يبدو أن الحكومة المهضومة أخذت بنصيحة الوالي أنطوان كرباج، لذلك فهي تسد أذنيها، وأغلب الظن أنها قطعت تلك الآذان كي تريح وتستريح!!.
ليس عند الناس إلا “كمشة حكي” و”شوية أسئلة” لا معنى لها وسط صمت القبور الذي نعيشه، لكن السؤال المحير هو: لماذا كلما جاءت حكومة وتفاءل المواطن بها تكون فرصة لهذا المواطن كي يترحم على الحكومة التي سبقتها؟.
هذا السؤال يضاف إلى كل الأسئلة التي تقلق وتوجع شعبنا، وأعرف مسبقا أن لا جواب له، لأن الحكومة المهضومة تظن أنها على حق، وأن المواطن على خطأ ويجب على هذا المواطن أن يدرك عبقرية الحكومات الرشيدة، صاحبة المبادرات الذكية، والبطاقات الأكثر ذكاءً، وما على هذه الشعب إلا الطاعة العمياء لمقابلة الصمم المستحكم.
نقطة آخر السطر، ولا حياة لمن تنادي، فصوتنا في وادٍ.. والحكومة في وادٍ آخر.

مقالات ذات صلة