الخميس, مارس 13, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمركمشة حكي البحصة والجرة!

كمشة حكي البحصة والجرة!

هاشتاغ سورية – رأي عصام داري
يقولون إن الحياة صعبة هذه الأيام،وتحتاج إلى جهد كبير وعمل إضافي كي تصل الأسرة في آخر النهار إلى حد الاكتفاء الذاتي من الخبز وشيء من الفلافل والبقدونس وقليل من اللبن،أما الأمور الأخرى كاللحوم والفراريج والأسماك في حلم إبليس في الجنة.
لكن حتى الفلافل (طعام الفقراء) صار مرتفع الثمن وهذا ما يحتاج إلى عمل إضافي،أي عمل كان،فالبحصة في موروثنا الشعبي “بتسند جرة”!.

والجرة هنا هي الراتب الهزيل التي تتكرم علينا به الحكومة المهضومة،وأما البحصة فهي عمل إضافي هنا أو هناك يسند الرواتب وهو ما أفعله أنا الآن، فهذه السطور التي أكتبها هي بحصة تسند جرتي الآيلة إلى السقوط والتي فيها ثقوب كثيرة “تخرخر” منها المياه الموجودة فيها، بحيث لا يبقى بعد يومين من المياه(أقصد الراتب) سوى نقطة أو نقطتين لا ترويان عطش فأر صغير!!.
هذه البحصة متوفرة عندي – والحمد لله – فماذا عن غيري من بقية فقراء سورية،وما أكثرهم؟.

دائماً اسأل نفسي، وغيري أيضاً يطرح السؤال نفسه:كيف يعيش الفقير الذي لا تتوفر له بحصات تسند جرته شبه المحطمة؟ماذا يأكل؟من أين يحصل على الحدود الدنيا من المواد التموينية التي تكفل له الاستمرار على قيد الحياة؟.
نقول:لا يموت الإنسان من الجوع!هل سألتم أنفسكم يوماً عما إذا مات شخص أو أشخاص من الجوع والعطش والبرد والقهر؟.
لكن السؤال الأهم:هل تعلم الحكومة المهضومة بمعاناة أبناء الشعب العربي السوري المقاوم والمضاد للبرد والجوع والعطش؟.
إن كانت تعلم فتلك مصيبة وإذا كانت لا تعلم فتلك أم المصائب.
الغريب أن الحكومة بدلاً من تحسين الوضع المعيشي للمواطن تعمل في الاتجاه المعاكس فتزيد الأسعار والضرائب وكأنها تحمل سوطاً كبيراً تجلد به مواطنيها ليل نهار.. فزيادة أسعار الخبز والمازوت والبنزين والاسمنت يعني أن كل شيء ارتفع ثمنه
حتى ربطة البقدونس التي صارت مدللة وتجاوز سعرها المئة ليرة، والبقلة..تصوروا البقلة التي يمكن لكف المواطن أن يخبئ فيها باقتين .. هذه صارت بـ 375 ليرة سورية فقط لاغير؟.
أي بحصة باستطاعتها أن تسند جراتنا المكسورة الخاطر؟!!
أي بحصة تلك التي تستطيع أن تنقذنا من مجاعة مقيمة بيننا شاء من شاء وأبى من أبى وأن تحفظ كرامات المواطن الصامد طوال عشر سنوات عجاف؟.
أي بحصة قادرة على وقف الآتي بسرعة البرق متوعداً سورية والسوريين بكل عظيم وبشتى أنواع العقوبات والحصارات؟.
بإمكان الحكومة الحد من الخسائر إذا اتخذت “باقة” إجراءات لمكافحة الفساد والمفسدين ولصوص النهار والليل،لكن المشكلة الكبرى لأي بلد في العالم هي أن يتحالف المال مع السياسة ومن هنا يحل الخراب ؟.
إلى أن تجد السطة التنفيذية الحلول التي تحمي الناس نرجوكم أعطونا مزيداً من البحص لنسند جرارنا!.

مقالات ذات صلة