الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمركمشة حكي.."ستريبتيز"..!!

كمشة حكي..”ستريبتيز”..!!

هاشتاغ – رأي عصام داري
أتصور نفسي في مسرح كبير..وكبير جداً..لا تعرض عليه سوى حفلات “الستريبتيز”.
و”الستريبتيز” يا سادة يا كرام هو ما يعرف في الغرب ب(رقص التعري) والغريب أنه يقوم على التناقض التام: هو إزالة الصفة الجنسية عن المرأة في الوقت الذي نعريها فيه!.
لا يهمني التناقض وتفسير المفسر، ما يهمني أنني أرى فيما يشبه الحلم، لكن وأنا في حالة الصحو، أو بين النائم والصاحي،هذا “الستريبتيز” الوطني!.
في حفلات التعري تقوم الراقصة بخلع ملابسها قطعة قطعة، حتى تصبح(ربي كما خلقتني)وعندنا يخلع المواطن ملابس رمزية ليصبح عارياً أمام غدر الزمن وإجراءات المحن!.
يخلع المواطن قطعة المازوت من حياته،وهو يغني:يا مازوت قلي رايح على فين،أو (بحلم بيك أنا بحلم بيك)، ويا حسرتي كلها 200 ليتر”مو محرزين”!.أليس من الأفضل العيش في الطبيعة واستنساخ تجربة أجدادنا الأبعدين من العصور الحجرية والنحاسية والتنكية ونستعمل الحطب في التدفئة، فهو من جهة أوفر، ومن جهة ثانية صديق للبيئة، ونحن مواطنون صالحون نحمي بيئتنا لا نحرقها لنعمر قصراً فوق الأرض المحروقة، أو نبيع كذا طن فحم لنعدل مزاج “المؤركلين”!!
يخلع المواطن قطعة البنزين، وما الحاجة إلى هذه السلعة التي تعتبر من السلع التي تفرض عليها ضريبة الرفاهية،ومادام البديل موجوداً فعلينا الاستغناء عن البنزين وتركه للمساكين المسؤولين واللصوص والفاسدين أدامهم الله، آمين!.
أما البديل عن البنزين فهو الحمير، والحمد لله عندنا عدد وافر من الحمير وبمقاسات مختلفة، بل يوجد نوع نادر جداً وجميل الملامح يمشي على قدمين، ففي بلدنا اختراعات هائلة، فقد جعلنا الحمار يمشي على قدمين ويجلس على الكراسي، ويا سبحان الله الذي يخلق ما لا تعلمون!.
المواطن عليه بخلع قطعة الغاز،أي اسطوانة الغاز،فالبديل موجود في الجمر الناتج عن حطب التدفئة، كما ذكرت سابقا،وأنتم تعرفون أن الطبخ يصبح أشهى وأطيب إذا تم طبخه على الفحم”وصحتين وهنا”!.
أما قطعة اللحم وقد نسيها المواطن بالمرة ، ولا تجوز على اللحوم إلا الرحمة،فاذكروا محاسن موتاكم!.
قطعة الخبز لها تصريف آخر، فأنتم أيها المواطنون مبذرون. لماذا الخبز؟! وهل يعقل أن تأكلوا الخبز يومياً؟ ومن أفتى بأن الخبز صار الغذاء الأساسي للمواطن السوري؟ويا سيدي البديل موجود جداًوبأسعار منافسة، الكاتو والبيتفور والكر..وسان، لا أدري لماذا يطلقون عليه تسمية الكرواسان، المهم هذا الحل الأمثل!.
يخلع مواطننا السعيد ورقة التوت،وما حاجتنا إلى ورقة التوت مادمنا على مسرح “الستريبتيز”، ولنتحول جميعاً إلى أكبر ناد للعراة في العالم ولنتفوق على دول الغرب مجتمعة وندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
كل ذلك ليس شيئاً أمام من خلع برقع الخجل والحياء ويعمل على تجريدنا من برقع الكرامة وعزة النفس.
كل ذلك ليس شيئاً أما الفساد..والفاسدين الذين يرتشون ومن فوق الطاولة وعلى عينك يا تاجر، ولا يقبلون الرشاوى إلا بالدولار!!.
اسألوا عنهم فستجدوهم..أو فلتخلعوا ورقة الشرعية التي منحكم إياها الشعب، وندم على ذلك وأصيب بخيبة أمل بحجم وطن!.

مقالات ذات صلة