كمشة حكي هاشتاغ سوريا – رأي عصام داري
سألني صحفي مبتدئ عن سبب،أو أسباب،انتقادي الدائم لأداء هذه الوزارة أو تلك،مع أن كل شيء على أحسن ما يرام؟.
لم استغرب السؤال لأنني ببساطة افترضت حسن النية عند الصحفي الشاب،لأن واقع الحال يقتضي بأن يوجه أي صحفي سهام الانتقاد إلى كل جهة يشعر أنها مقصرة في أداء مهماتها وواجباتها!.
المهم لم أخيب ظن الشاب وأجبته بجملة أسئلة فكان هذا الحوار:
هل ممكن أعرف ماذا تعمل وزارة الكهرباء والتقنين أصبح في ذروته؟وما فوائد وجود هذه الوزارة أساساً؟.
فقال بكل جدية:أما فوائد وجود الوزارة فهي كثيرة،وتقنين الكهرباء أحد تلك الفوائد،فبفضل التقنين نجح شقيقي في الجامعة،لأن انقطاع الكهرباء المتكرر جعله يترك ألعاب (البليه ستيشن) ويلتفت لدراسته،وشقيقي الأصغر تعلم العزف على الموسيقى بفضل انقطاع الكهرباء فهو لم يعد يستطيع متابعة مسلسلات باب الحارة وحارة الضبع وزقاق السعدان وحي النمر الوردي!!ّ.
أعجبني الجواب فأردت المزيد من المتعة.
فسألته:طيب إذا كان الأمر كذلك فما فائدة وزارة النفط مثلاً؟.
فقال:هل لاحظت أن أصحاب السيارات الذين يقفون بالساعات على الكازيات بانتظار تشريف صهريج البنزين في موكب مهيب،يتبادلون السلامات والمعلومات عن اسم الشخص وعمله وسكنه وحالته العائلية إلى حد تكوين صداقات حقيقية بين الناس،فوزارة النفط أعادت اللحمة للعلاقات الاجتماعية بعد انقطاعها بسبب مواقع التواصل الاجتماعي: (الفيس والواتس والتويتر والماسينجر الخ…)!.
ولمزيد من المتعة النادرة هذه الأيام قلت له:وما هي أسباب وجود وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يا عبقري زمانك؟.
فقال بكل تعجب:له..له..له..كل شي إلا هذه الوزارة التي يجب تغيير اسمها إلى وزارة السعادة والتجارة وحماية المستهلك..
عقدت الدهشة لساني وكدت أقع مغشياً علي،فتابع يقول:أعرف لماذ مندهش ولا ألومك،لكن الحقيقة عندما تعرفها ستؤيدني فيما قلت.
تعرف حضرتك أنه في بعض الدول هناك وزارة للسعادة والترفيه،وهي متخصصة بإيجاد الفرص التي تعطي المواطنين جرعة من السعادة والبهجة والفرح،وعندنا يحتاج مواطنونا إلى هذه الوزارة أكثر من غيرنا وذلك لإعطاء المواطن مثل هذه الجرعة لتكون بمثابة (حقنة) تخدير لتنسيه همومه،هنا يأتي دور وزارة التجارة وحماية المستهلك،وعلى سبيل المثال ستدخل البهجة إلى نفوس المواطنين عندما تأتيهم رسالة(تكامل)حليفة الوزارة تقول لك اذهب واستلم مخصصاتك من السكر والرز والشاي،أو استلم الآن اسطوانة الغاز،ولاحقا ستجد أن الوزارة ستشرف على توزيع معظم المواد التموينية،ليس لشيء إلا لتدخل السعادة والبهجة للنفوس المتعبة!.
وعندما حاولت النطق بكلمة قال مقاطعاً:كل الوزارات موجودة غصباً عني وعنك ولا اعتراض.
هنا أدركت أن الصحفي الشاب له مستقبل باهر وفد يصبح رئيساً للتحرير في وقت قصير للغاية.
كمشة حكي
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام : https://t.me/hashtagsy