Site icon هاشتاغ

كمشة حكي من الصراف ..للمصرف!

هاشتاغ-رأي عصام داري

معروف للجميع أن التاجر السوري فهلوي وشاطر بالفطرة، وكما يقول المثل(يعرف من أين يؤكل الكتف)..وفي الحقيقة ليس الكتف فقط،بل الفخذ والباط والقلب والكبد وحتى الأمعاء الدقيقة والغليظة بحيث يحولها إلى أكلة الــ “قشة”..أو “السختورة”،وبلهجة أهل مصر”مومبار وكوارع”الخ..!!

والدليل القاطع على شطارة تجار سورية المبجلين أنهم يربحون في مطلق الأحوال وفي كل المناسبات والمراحل،وآخرما حرر في هذا المجال أنهم “شفطوا”المنحة الرئاسية الأخيرة حتى قبل أن يقبضها الموظف المعتر أكان على رأس عمله أو المتقاعد الذي يمارس استجمامه في شواطئ كان أو ماربيا،أو في جزر كايمان التي لا يعرفها سوى الأثرياء من جميع الجنسيات.

وتعرفون أن تلك المنحة هي لمساعدة محدودي و(مهدودي)الدخل في مواجهة ظروف الحياة الصعبة وموجة الغلاء غير المسبوقة في سورية،بل ربما على مستوى العالم أجمع،وقد حدثني منذ قليل قريبي العائد من ألمانيا فقال ان الخبز والأجبان والألبان والبيض والمواد التموينية في ألمانيا أرخص من سورية بمراحل مع العلم أن الرواتب والأجور هناك لا تقارن برواتب وأجور الأشقاء السوريين!!.

المهم التجار الشطار والفهلويين جداً أقدموا بلمح البصر على رفع الأسعار بشكل لافت قبل أن تصل المنحة الرئاسية إلى الصراف،وعلى سبيل المثال كانت تسعيرة صحن البيض قبل المنحة 4500 ليرة سورية حسب ما قال لي الصديق الأستاذ علي الخطيب مدير حماية المستهلك،وبعد المنحة سألت دكان الأجبان والألبان عن سعر صحن البيض فقل 5800،وعندما أرسل لي نصف الصحن فقط سجل سعره 3000 ليرة عداً ونقداً،وما حصل للبيض حصل لكل المواد التموينية الأحرى!.

تصوروا معي ما حدث بلمح البصر،فقد ذهبت المنحة مباشرة من الصرافات إلى المصارف لحساب هؤلاء التجار “الأبرار” ،لكن هذه الأموال لم تذهب في معظمها إلى المصارف الوطنية،بل إلى مصارف دول مجاورة أو في أوربا،والسادة تجارنا يفضلون المصارف الخارجية لأنهم مقتنعون أن ((الإفرنجي برنجي))كما يقول المثل الدارج،حتى لو حجزت تلك المصارف على أموال المودعين! كما حدث مؤخراً،فليحجزوا على الأموال لكن لا نتركها في مصارف البلد !!.

لو أودع تجارنا الأكابر أموالهم في المصارف الوطنية وساهموا ولو قليلاً في تخفيف الأزمة التي يعاني منها السوريون ألم يكن أفضل لهم ولوطنهن وللشعب السوري الذي يعاني على مدار الساعة؟.

نقبل أن يربحوا عشرة أضعاف المعقول شريطة أن يقدموا لنا الدليل بأنهم من هذا الشعب وليس من طينة أعداء السوريين بشكل مباشر أو غير مباشر فهل نخطئ عندما نوجه اللوم والتهم إلى هذه الشريحة من التجار الشطار؟.

المهم قدم التجار خدمة للحكومة المهضومة فكتبت عنهم وليس عنها،لكن على الحكومة ألا تفرح كثيراً فسأعود إليها الأسبوع القادم إذا كتب لي عمر ولم أمت جوعاً أو قهراً أو ذعراً!.

Exit mobile version