هاشتاغ سوريا -رأي – عصام داري
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه السطر،فمن المعروف أنني أنتقد الفساد وأشتم الفاسدين قليلي الأخلاق والدين،فهل أواصل مشواري في هذا الطريق الصعب واحرق الأخضر واليابس تحت إقدام الفاسدين، أم أعلن حزني وقهري على النار التي تلتهم غاباتنا بفعل فاعل لعين؟.
النار التي أشعلوها في الغابات والإحراج..والبساتين الآمنة، هي جزء من نيران تلهب المواطنين في هذه الأيام الراهنة.
النيران التي أحرقت الجيوب، من شمال وطننا وحتى الجنوب، هي نفسها نار الحقد الدفين على سورية والسوريين،وحق علاّم الغيوب!.
من يحرق محاصيل مناطقنا الشرقية،لا يتوانى على إشعال النيران في غاباتنا الغربية، وعلى معاقبة سورية والسوريين واتهامهم بسوء النية،ومحاربتهم فقط لأنهم أولاد سورية الأبية الناطقة وحدها بلغة الأمة العربية.
لا أستطيع أن أساهم في درء هذه الكوارث إلا بالكلام،واطلب من رب السما السلام على بلادي التي تغزوها الغربان الجراد وكانت خير البلاد، وستعود خير البلاد.
إن كنت حزينا على غاباتنا..وساحلنا الجميل، فلا يتوقع مني الفاسدون أن أمهلهم ساعة،أو أعطيهم استراحة لالتقاط الأنفاس،فأنا ،ومعي كل السوريين، لا نعطي مهلة لمن خان البشر والناس، وكان أسوا مليون مرة من الوسواس الخناس.
لن أغفر، ولن يغفر السوريون جميعهم،لمن أغلق في وجوههم رحمة الله، وجعل الحصول على ربطة الخبز أهم من الحصول على سيارة أو طيارة،من دون سيارة نستطيع أن نعيش، أما الخبز فبحاجة إلى تطحيش وتدفيش وتجحيش..وحكومتنا المهضومة تمارس علينا فعل التطنيش،وتعدنا بالحلول:وعيش يا كديش!!.
و..عل وعد يا كمون:أزمة البنزين سترحل، ويا مواطن لا تزعل،كلها كم يوم وبتروق الأحوال يا خال، زويا سيدس المسؤول:حلال عليك..حلال.
الأزمة زادت حبتين، والمواطن عايش بالدين، والغاز دوره بعد شهرين وكمان يومين،وأكتر من يومين،وكيف يطبخ الفقير طبخة البحص، والبحص صار غالي كمان،متل الفلافل والسكر والزيت والدخان،وما في حدا راح على الدكان، فقر ودين ولوين رايحين على وين؟.
المقامة السورية لم تنتهي، ولا يمكن أن تنتهي، مادام الفقير يحكمه الغني، والتاجر صار يتاجر بلقمتنا ويقرفنا عيشتنا،والله يعينا على بلوتنا.
أنأ حزين ومقهور، من كل شي حولي عم يدور،لكن عندي أمل ببكرة،وخليها عندكم ذكرى،السوري متل الفينيق،من وسط النيران بيفيق، ويرجع يعمر ويبني، وأتذكر وديع الصافي:و..ألله يرضى عليك يا أبني.
النيران سترحل،وإن طالت ألسنتها،والأعداء ستهزم وسنقص ألسنتها،وسامحوني على هذه المقامة التي مزجت فيها الحزن بالسخرية من القدر.وصوبت أسهمي إلى حيث يجب أن تصوّب ولكل مقام مقال، هيك قال!.