هاشتاغ_زينا صقر
في ظروف استثنائية، سيحتفل السوريون بعيد الميلاد ورأس السنة، وسط مخاوف فيروس كورونا، واتباع إجراءات احترازية وتباعد اجتماعي سيغير بالتأكيد من الطقوس والعادات المحلية المتعلقة بهذا العيد، وموجات غلاء متلاحقة طالت كل مفاصل حياتهم، وليس فقط لوازم الأعياد والمناسبات، وعلى ما يبدو أن احتفالهم هذا العام تحديداً سيكون متواضعاً.. إذ كيف سيبدو عيد الميلاد في ذروتي الغلاء والموجة الثانية من كورونا؟
“هو الفرج “… هذا ما أجابت به السيدة ماريا عند سؤالها عن الهدية التي تنتظرها في عيد الميلاد! وتابعت :” أظن أن نسبة كبيرة من الشعب السوري لا ينتظر سوى الفرج للخلاص من محنته الخانقة”.
حقيقة لا معالم كثيرة لعيد الميلاد هذه السنة في سورية، سيما أن جائحة كورونا أرخت بثقلها على كاهل السوريين، بالإضافة الى الأزمة الاقتصادية التي لم تشهد سورية مثيلها منذ عقود، عدا عن الحزن المخيم على بعض البيوت جراء موت أحد أفراد العائلة بسبب كورونا.
تقول ريما:” كنا ننتظر عيد الميلاد لنحتفل مع جيراننا من الطائفة المسيحية، حتى أننا كنا نتشارك تزيين شجرة الميلاد في أغلب السنوات الماضية، الآن كل ما نرجوه هو البقاء نحن و هم على قيد نفس، و هذه أعظم نعمة من الله” حسب قولها.
والذي زاد الطين بلة، الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة لمنع تفشي الجائحة بشكل أكبر، وذلك بعد أن ازداد عدد الإصابات مؤخراً في البلاد. هذه الإجراءات، التي منعت حتى الميسورين مادياً من الاحتفال بالعيد كما يجب. عدا عن حرمان المغتربين من القدوم الى بلدهم و رؤية ذويهم والاحتفال معهم بأجواء العيد.
أما الأطفال الذين ينتظرون أن يطل عليهم العجوز صاحب اللحية البيضاء بلباسه الأحمر المحبب إلى قلوبهم وكيسه الكبير المحشو بالهدايا، ربما الكثير منهم أصيب بخيبة “عيد” لأن بابا نويل يبدو أنه تعرض للحجر الصحي هو الآخر .. و هذه كانت حجة الكثير من الأهالي لأولادهم لتوفير ثمن الهدية هذا العام.
“عيسى” على سبيل المثال، لديه وجهة نظر مختلفة، إذ يعتقد أن عيد الميلاد بدأ يفقد رمزيته، ويصبح – لدى البعض- تجارياً بامتياز، فبدل أن يكون مناسبة دينية تذكّر بمولد السيد المسيح، ينشغل الناس في تأمين الهدايا ومستلزمات العيد، و هذا ليس عيباً و إنما أبعدنا عن الهدف الأساسي من رمزية الاحتفال بالعيد.
يقول: “لا التجار و لا الحكومة ترحمنا، فهم يعتبرون عيد الميلاد موسماً لجمع المال، فأسعار شجرة الميلاد تحلق عالياً، والزينة التي تكون مصنعة محلياً يرفعون سعرها بحجة استيرادها، أما الشعب فهو المتضرر الوحيد حيث لم نتمكن من إضفاء البهجة حتى في منازلنا أو إشاعة الفرح في قلوب الأطفال هذه السنة، ونحن في حالة أشبه بالسجن بسبب كورونا”.
لا شك أن روح العيد قد فقدت بعضاً من بريقها المعتاد، فلن يكون من الممكن تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء. كما أن الخيبة الأكبر ستكون من نصيب الأطفال، الذين قد يواجهون صعوبة في تقبل “وجه العيد” الجديد في زمن كورونا، فقد كان العيد بالنسبة للأطفال فرصة للذهاب إلى أماكن الألعاب بملابس جديدة تشترى بشكل خاص لهذه المناسبة ولقاء الأقارب والحصول على “هدية” بابا نويل التي تعتبر هدية رمزية تفرح قلوب الأطفال والكبار في أيام العيد.
عسى أن تأتي السنة الجديدة حاملة معها بعضاً من فرج أو فرح يبهج قلوب السوريين.