هاشتاغ – ريم صالح
بدأ العد التنازلي لانطلاق أولمبياد باريس 2024، الحدث الرياضي الأضخم، المقرر إقامته في 26 تموز/يوليو الجاري ولغاية 11 آب/أغسطس المقبل.
ويمثل سوريا في أولمبياد باريس ستة رياضيون في سباقات قفز الحواجز، ورفع الأثقال، والجري، والسباحة، والجودو، والجمباز.
كيفية التأهل
إذ تأهل مباشرة لمنافسات الأولمبياد الفارس عمرو حمشو في منافسات قفز الحواجز، والرباع معن أسعد في منافسات وزن فوق/109/كغ.
بينما حصل كل من اللاعبين: ليث نجار وعمر عباس وحسن بيان وأليسار يوسف، على بطاقة دعوة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
وتأهل الفارس عمرو حمشو إلى أولمبياد باريس، بعد أن حقق النقاط المطلوبة للتأهل عن المجموعة المنضمة إليها سوريا، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للفروسية.
أما الرباع معن أسعد فقد بلغ الأولمبياد، بعد نيله النقاط التأهيلية في المحطات جميعها وآخرها ذهبية بطولة آسيا.
وتتنافس لاعبة ألعاب القوى أليسار يوسف في مسابقة /100/ متر جري، والسباح عمر عباس في منافسات مسابقة /200/ متر حرة.
في حين يتنافس لاعب الجودو حسن بيان في منافسات وزن تحت /73/ كغ، وليث نجار في مسابقة الجمباز.
عملية صعبة
يبقى السؤال الذي يدور في خلد السوريين حالياً، لماذا لم ينجح سوى لاعبين اثنين في التأهل لأولمبياد باريس؟ ليجيب لموقع #هاشتاغ عن ذلك، المدير التنفيذي للجنة الأولمبية السورية عمر عاشور.
وقال عاشور: “عملية التأهل للأولمبياد ليست بالعملية السهلة، وتحتاج إلى عمل كبير من قبل اتحادات الالعاب المختلفة، كما تحتاج إلى خطط عمل بعيدة الأمد للوصول إلى التأهل”.
وأرجع عاشور الخلل في ذلك عموما، إلى عدم وجود خطط استراتيجية بعيدة الأمد لبناء رياضيين قادرين على التنافس في البطولات العالمية والقارية، التي بدورها توصل عدد أكبر إلى الدورات الأولمبية.
بالإضافة إلى التكاليف المرتفعة جداً للمشاركات الخارجية، التي تأهل اللاعبين، والتي تحتاج المشاركة بعدد أكبر وفي بطولات أكثر، إلى خلق فرص متنوعة للتأهل.
وعند المقارنة مع عدد المتأهلين من جمهورية مصر العربية البالغ 148 متأهلاً، أوضح عاشور أن المنافسة في القارة الإفريقية تختلف اختلافا كبيرا عن المنافسة في قارة آسيا.
مبيناً، أن القارة الآسيوية مهد الكثير من الرياضات كالجمباز، والألعاب القتالية المختلفة، وتنس الطاولة، والريشة، والطائرة وغيرها.
كما أكمل: “طبعاً هذا ليس تقليلاً من حجم المنافسة في قارة إفريقيا، ولا تقليلاً من قدرة مصر على التنافس عالمياً في مختلف الرياضات”.
وتابع: “لا يخفى على أحد تفوق الرياضيين المصريين في مختلف الرياضات عن كل أغلب الرياضيين العرب، ودليل ذلك تصدرهم لمختلف البطولات العربية في مختلف الألعاب”.
في السياق نفسه، أكمل عاشور: “بالإضافة إلى الظروف العامة في البلد ووجود الكثير من الأولويات”.
وواصل: “أؤكد أن عملية التأهل تحتاج إلى خطط استراتيجية في بعض الألعاب، تصل لثماني سنوات للوصول إلى التأهل”.
دور اللجنة الأولمبية السورية
أما عن دور اللجنة الأولمبية السورية، فقد أوضح عاشور: “دعمنا الرياضيين بالوسائل المتاحة كافة، بالتضامن الأولمبي، والمجلس الأولمبي الآسيوي”.
مؤكداً، أن اللجنة الأولمبية تحاول وضع خطة بالتعاون مع مختلف اتحادات الألعاب، للوصول إلى الأولمبياد القادم بعدد أكبر من اللاعبين.
وعن الدعم المقدم للرباع معن أسعد والفارس عمر حمشو، قال عاشور: “البطل الأولمبي معن أسعد يحظى بكامل الدعم من منظمة الاتحاد الرياضي العام”.
وأضاف: “معن مرتبط بعقد احترافي مكتمل الجوانب، من حيث التدريب والمشاركات والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى مدربه الخاص والكادر التدريبي المرافق”.
وتابع: “كما يحظى البطل عمرو حمشو يحظى باهتمام اتحاد الفروسية السوري ودعمه، ولكن لرياضة الفروسية خصوصية عالية، فالخيول كلها خاصة باللاعبين وعملية رعايتها والاهتمام بها يقع على عاتق الرياضيين أنفسهم بشكل أكبر”.
آلية اختيار الرياضيين المشاركين
ورداً على سؤال حول آلية اختيار الرياضيين السوريين الذين وجهت لهم دعوات للمشاركة، أجاب عاشور: “هناك دعوات مشاركة مقدمة من اتحادات الألعاب الدولية وهي: السباحة وألعاب القوى”.
وأكمل: “يتم النظر إلى التصنيف الدولي في لعبة السباحة، بالإضافة إلى الترشيح المباشر في لعبة ألعاب القوى”.
فيما واصل: “أما بقية اللاعبين فتطلب اللجنة الأولمبية الدولية من كل لجنة أولمبية وطنية ترشيح ستة رياضيين من ست رياضات مختلفة، للحصول على بطاقات دعوة يتم اختيار بعضهم وفق اجتماعات اللجان الثلاثية المختصة بعملية الانتقاء”.
وبيّن عاشور: “تم اختيار الألعاب الستة خلال اجتماع اللجنة الأولمبية بعد دراسة البطاقات الممكنة، والرياضات التي يمكننا الحصول بوساطتها على بطاقات، كون الموضوع يعتمد أيضاً معايير ومقاييس ترتبط بجنس اللاعب، وتصنيفه دولياً وعدد مشاركته وأحقيته بالمشاركة”.
سفر البعثة السورية
يذكر، وبحسب عاشور، أن البعثة السورية لأولمبياد باريس تغادر سوريا يوم 25 تموز/يوليو، ويوم 2 آب/أغسطس.
وتمنى عاشور من الجميع، تشجيع أبطال سوريا، إذ قال: “نضع آمالاً كبيرة على البطل معن أسعد للحصول على ميدالية خلال المنافسات”.
واختتم: “كما نأمل أن يحقق أبطالنا الآخرون إنجازاً جيداً، يشكل قيمة جيدة للرياضة السورية” .
مشاركات سابقة
يشار، إلى أن الحضور السوري في النسخة الحالية سيكون للمرة الخامسة عشرة، والذي بدأ عام 1948، ثم انتظمت مشاركات سوريا ابتداء من أولمبياد موسكو 1980.
وحققت سوريا في مشاركاتها في المسابقات الأولمبية، أربع ميداليات متنوعة، الأولى عام 1984 في أولمبياد لوس أنجلس، عندما حقق المصارع جوزيف عطية الميدالية الفضية.
بينما نالت غادة شعاع الميدالية الذهبية في أولمبياد أتلاتنا عام 1996، في ألعاب القوى مسابقة السباعي.
كما حصل الملاكم ناصر الشامي على برونزية أولمبياد أثينا 2004.
أما الميدالية الأخيرة فكانت من نصيب الرباع معن أسعد، عندما ظفر ببرونزية أولمبياد طوكيو 2020.