هاشتاغ – ناديا سوقية
رحل الكاسيت للمرة الأولى عندما دخل القرص الليزري الأسواق وصار متاحا بين أيادي المستهلكين كنموذج “تطوري” ، وأما المرة الثانية هي رحيل مخترعه “لو اوتينس” ليذكِّر العالم كيف كان الكلام منقولا، و يشاهد “بالأذنين” .
اختزن الكاسيت لقاء المسافرين بأهلهم فجمع أفراد العائلة أمام المسجلة لتقرأ لهم سلام غائبهم شديد التكرار بصوت بارد يملأه الزفرات ليشمل الجميع من الكبير إلى الصغير إلا أن أهميته اقترنت بعبوره الحدود وقطعه لمسافات ومناخات حتى الوصول لمسامعهم ، فيعاد اللقاء مرات كثر حد الارتواء من صوت الغائب .
لم يقتصر دور الكاسيت في سوريا على رسائل الغيّاب ولا هدايا العشاق أو صباحات فيروز ومرافقة السائقين وتحريرهم من أحاديث الراديو ، بل كان بيانا حزبيا وقصائد ثورية وأغان نضالية وأسرار تسمع لتحفظ ثم تفنى ، فكان سميح القاسم والشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وفرقة العاشقين الفلسطينية وأخرى.
أما التسوق لشراء الكاسيت فلها في جيل السبعينات والثمانينات صدى رغم اندثار مهنة بيع الكاسيتات إلا أنه لايزال البعض يحتفظ بآلة التسجيل وأشرطة الكاسيت ببيوتها البلاستيكية الشفافة كنوع من حب الانتيكا وكما يبحث البعض الاخر على تخزين ما بداخلها مجددا وفق التطورات الحديثة .
أما جيل التسعينات كان آخر جيل يتعامل مع الكاسيت بالة تسجيل جوالة “ووكمان” حتى صارت طابعا يميز المهتمين بالموسيقى والأغاني عن غيرهم.
وللكاسيت مشكلات أيضا تنتهي بشكل فريد فمن تسريع قراءة الشريط وتباطؤه الى انتهاء عمره شريطا بنيا رفيعا يجره أولاد الحارة يصبح الكاسيت وسيلة ترفيه، وجزءا من مشهد الريف وعشوائيات المدن أن يتعلق الشريط على أغصان سروة أو الأسلاك الكهربائية.