الخميس, أبريل 24, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباركينيا تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لحل أزمة التعليم

كينيا تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لحل أزمة التعليم

لجأت بعض المدارس في ظل أزمة نقص المعلمين التي تُعصف بنظام التعليم الحكومي الكيني، إلى حل تقني طموح يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتخفيف أعباء المدرّسين وإنقاذ العملية التعليمية من الانهيار.

وتروي المُعلمة سيلفيا أوسيوي (48 عامًا) من مدرسة أولوسيركون الابتدائية في مقاطعة كاجيادو، كيف واجهت في بدايات مسيرتها نحو 90 طالبًا في صف واحد، وهو أكثر من ضعف السعة المثالية التي حددتها وزارة التعليم (40 طالبًا).

واليوم، بات عدد طلابها يصل إلى 200 في اليوم الواحد، ما كان يجعلها تقضي ساعات طوال في كتابة خطط الدروس وتصحيح الدفاتر بعد انتهاء عملها، بحسب تقرير نشره موقع “restofworld”.

“كالاسيك”ينقذ المعلم ويعيد له وقته

قدمت منظمة “كالاسيك” غير الربحية في 2023، حلّها الابتكاري عبر روبوت محادثة ذكي مبني على نموذج “OpenAI” (المستخدم في تشات جي بي تي)،تضمّن تدريبًا سريعًا للمعلمين على كيفية توليد خطط الدروس وعروض الشرائح كاملة قبل 30 دقيقة من بدء الحصة، إضافة إلى إنشاء اختبارات قصيرة وتقارير تقييمية.

تقول سيلفيا: “بات لديّ وقتٌ أطول لرعاية أطفالي، وعاد شغفي بالتدريس بعد أن غاب سنوات من الإرهاق”.

تكنولوجيا تعليمية بحدودها

رغم النجاح المبكر، لا تتوفر شبكة إنترنت فعّالة إلا في 35% من المدارس الحكومية، وفقًا لمسح “تحالف إليمو يتو”.

وغالبًا ما يشتري المعلمون باقات بيانات هواتفهم بسعر 99 شلنًا (77 سنتًا) مقابل غيغابايت واحدة فقط، ما يحد من اعتمادهم على أدوات الذكاء الاصطناعي بانتظام.

قصص أخرى من قلب الفصول

في مقاطعة بونغوما، علّم بيتر موس (28 عامًا) نفسه استخدام “تشات جي بي تي” لتوليد مواد إضافية وحل مسائل رياضية، مع الانتباه إلى مراجعة دقّة الإجابات.

أما في شرق البلاد، فقد اختبرت إستر تابيثا تطبيق “نيانسابو تيتشينج” الذي يقيس طلاقة القراءة بدقة معتمدة على لهجة الأطفال الكينية، ليكشف بدوره عن مستويات متعددة من التعلم بين الطلاب.

تحذيرات من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

يُحذّر خبراء دوليون مثل واين هولمز من جامعة لندن أن الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي قد يُفرّغ التعليم من شخصيته الإبداعية، ويحوّل العملية إلى “دروس موحدة” تفتقد روح التفاعل البشري.

كما تنبه أوسيوي إلى أن هذه الأدوات “أداة مساعدة وليست بديلاً عن المعلّم”.

رؤية حكومية للعام 2030

تحركت الحكومة الكينية بإطلاق “الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2025–2030”. التي ترمي إلى ربط جميع المدارس بالإنترنت وتعميم استخدام التقنيات الذكية في التعليم.

لكن هذه الخطة تحتاج إلى بنية تحتية قوية واستثمارات ضخمة، بعيدًا عن الوعود المذهلة التي يقدّمها بعض مطوّري التطبيقات.

لا تزال الفصول تعاني من تفاقم أرقام الطلاب والموارد المحدودة، ففي مختبر حاسوب إحدى المدارس الحكومية، تُغطي بطانية ماساي جهازًا واحدًا يُستخدم نادرًا وسط ستة أجهزة أخرى قديمة مخزّنة في الخزانة.

مقالات ذات صلة