بدأ حجاج بيت الله الحرام مع صباح الثلاثاء التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1444 هجرية بالتوجه إلى صعيد عرفات.
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه الحجّاج الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة.. ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام.
ورصدت وكالة الأنباء السعودية في المشاعر المقدسة عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات.. حيث اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج.
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة.
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها حتى فجر العاشر من شهر ذي الحجة. تأسياً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث بات فيها وصلى الفجر.
قصة ركن الحج الأعظم
عرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم.. وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً. ويمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة، وبوسطه شاخص طوله 4 أمتار. فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة.
ويقع عرفات على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو 15 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى.. و6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10.4 كيلومترات مربعة.
وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم :”وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف”.
وعندما يقف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجد “نمرة”.
ونمرة هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة.. ثم خطب بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصراً وجمعاً “جمع تقديم”، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة.
ثم في أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري بني مسجداً في موضع خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يعرف الآن بمسجد نمرة. توالت بعدها توسعاته على مر التاريخ وصولاً للوقت الحالي.. فأصبحت مساحته 124 ألف متر مربع مؤلف من طابقين مجهزين بنظام للتبريد والمرافق الصحية.. حيث يتسع لأكثر من 300 ألف مصل.
ويأتي جمع من الحجّاج يوم عرفة إلى مسجد نمرة ليستمعوا إلى خطبة خطيب المسجد. ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع لله تعالى حتى غروب الشمس.