الجمعة, سبتمبر 6, 2024
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةلأن زراعة الموز والأفوكادو مربحة أكثر من البندورة والحمضيات.. الساحل السوري قد...

لأن زراعة الموز والأفوكادو مربحة أكثر من البندورة والحمضيات.. الساحل السوري قد يتحول إلى “غابة استوائية”

هاشتاغ- غدير ابراهيم

تتحول مناطق في الساحل السوري حاليا من مكان لزراعة الخضار المحمية إلى مكان أشبه بالغابة الاستوائية الكبيرة، وذلك لما تلقى هذه الزراعة من إقبال نتيجة مردودها العالي وكلفتها المنخفضة.

ورغم عدم دعم وزارة الزراعة للفواكه الاستوائية، فإن التوقعات الحالية تشير إلى خلو الساحل السوري من حبة البندورة خلال السنوات القادمة، إذا استمر الوضع في هذه الحال.

مزارعون ومستوردون

أوضح عدد من مالكي المشاتل في طرطوس وهم بالأساس مزارعون، لـ”هاشتاغ” أن زراعة المحاصيل الإستوائية تشهد رواجاً في المنطقة، إذ إنه توجد أصناف غالية جداً، لكن مردودها عالٍ، بخلاف الزراعة المحمية ذات التكلفة العالية والمردود المنخفض جداً.

ولفت المزارعون إلى توجه ملحوظ بين الناس لزراعة الموز والأفوكادو والمانجو، بشكل كبير، بالمقابل عزف الكثير عن زراعة الخضراوات المحمية، وقسم آخر بدأ بـ “قلع” أشجار الحمضيات لأن سعرها في الموسم الماضي كان 2000 ليرة للكيلو، وهي لا تكفي لشراء “ولاعة”، بحسب قولهم.

وحول معوقات الزراعة عموماً، أشار المزارعون إلى أن العائق الوحيد هو عدم دعم وزارة الزراعة للنوعين المحمي والاستوائي، الذي يحل مكان المحصول الأهم في الساحل وهي البندورة أو “الذهب الأحمر”، لكن في حال اختفت بماذا يصبح مشهوراً!؟.

أسعار خيالية

يقول المزارعون في حديثهم لـ”هاشتاغ” إن الفواكه الاستوائية مطلوبة بكثرة من الفنادق والمطاعم ويتم شحنها إلى دمشق، إذ بلغ السعر الوسطي لكيلوغرام الأفوكاودو 25 ألف ليرة، وفاكهة “ليتشي” 250 ألف ليرة، بينما وصل سعر “المانجو” إلى 35 ألف ليرة، “لونكان” 200 ألف ليرة، والموز 25 إلى 30 ألف ليرة.

إلى المقلب الآخر، يشير المزارعون إلى أن سعر الحمضيات كما نعلم بموسمه لا يتجاوز 3 أو 4 آلاف ليرة، وكذلك الحال للبندورة فسعر الكيلوغرام إن وصل إلى 7 أو 8 فهو لا يغطي تكاليفها أو يكون المزراع قد نال صفقة “راس براس”.

نجاح وتجارب

من ناحيته، قال الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور فادي عياش في حديثه مع “هاشتاغ” إن تجارب زراعة الفواكه الاستوائية حققت بعض النجاح في مناطق عدة في الساحل، سيما زراعة الموز ضمن الصالات، ما شجع المزارعين على التحول تجاه هذه الزراعات الجديدة، وكمثال لاحظنا توفر الموز المحلي في الأسواق وبأسعار مقبولة جداً وأحياناً أرخص من الفواكه المحلية السائدة”.

وأضاف “عياش”: “ثمة فواكه استوائية أخرى ولو بكميات محدودة، إذ يمكن أن يكون هذا التحول في النشاط الزراعي مبرراً موضوعياً بالنسبة للمزارعين، سيما بعد تحقيق بعض النجاحات في الزراعات الاستوائية”.

ويبقى السؤال الأهم بحسب “عياش” هل تحقق هذه الزراعات الاستدامة الضرورية والاستقرار المنشود والجدوى المطلوبة للاستمرار بها؟

ويقول إنه من الصعب الإجابة الدقيقة عن هذه التساؤلات حالياً ولكن زراعة نباتات بغير بيئتها الطبيعية غالباً لا يساعد في ديمومتها ويزيد من تكاليفها ويؤثر في عمرها الإنتاجي وإنتاجيتها، وفي حال تأقلمت مع البيئة الجديدة وزاد انتشارها وتحسنت إنتاجيتها فما هو تأثير ذلك في التكاليف والأسعار.

تجارب فاشلة

يشير الخبير الاقتصادي إلى وجود تجارب كثيرة ثبت عدم نجاحها لأنها لم تكن مدروسة بعناية ومن دون تخطيط وإشراف رسمي.

وأكثر الأمثلة وضوحاً كان انتشار زراعة الحمضيات في الساحل السوري زراعة عشوائية وغير مخطط لها ما أدى إلى فائض كبير في الإنتاج مع تنوع كبير في الأنواع، بالإضافة إلى الحيازات الصغيرة وتراجع العائد والوقوع في الخسائر وكذلك التوسع بزراعة الكرمة في حوران وزراعة الزيتون في جبل العرب.

حلول ممكنة

يرى “عياش” أنه على الجهات ذات العلاقة، سيما وزارة الزراعة والبحوث الزراعية والمنظمات الزراعية المختصة دراسة هذه الأنواع الاستوائية الدخيلة واختبار مدى مناسبتها للبيئة المحلية واختيار الأنواع المناسبة وتوعية المزارعين لكل ما يتعلق بزراعتها والعناية بها وانتشارها لتفادي أي أخطار أوأخطاء يمكن أن تسبب خسائر كبيرة للمزارعين وللاقتصاد الوطني.

كما أنه وبحسب رأي الخبير الاقتصادي يمكن أن يكون اعتماد مفاهيم وأساليب الزراعات التعاقدية هو الأفضل لاستعادة الزراعات التقليدية والحفاظ عليها وتنميتها لما تتمتع به من مزايا نسبية منسجمة مع بيئننا المحلية وتساعد في تحييد المخاطر التي تواجهها هذه الزراعات.

زراعات ومحاشي

“هاشتاغ” تواصل مع مديرية زراعة طرطوس، فيما يتعلق بتراجع زراعة الخضار المحمية، والتحول لزراعة الفواكه الاستوائية، والتوقعات اللاحقة لتلك العملية من انحسار البطاطا والبندورة مثلاً، لكن لم تتم الإجابة، وكأن الموضوع بين “أيادٕ أمينة” أو أن “ضغط العمل” حال بين المعينين في المديرية وبين الإجابة.

تقول الحكمة إن الاعتراف بوجود المشكلة هو نصف الحل، ولسنا بصدد أن نقيّم حجم صحة التوقعات المستقبلية، لكن المؤشرات على ذلك واضحة وضوح الشمس، وخصوصاً أن اتحاد الفلاحين في اللاذقية أعلن أنه في السنوات القادمة لن يكون هنالك في الشتاء ولا حبة بندورة، ويبدو أن طرطوس متعودة على أن تضيف دبس الأفوكادو بدلاً من دبس البندورة على “المحاشي”.

ومؤخراً صرح رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض أن البندورة والبطاطا لا تتم زراعتهما في اللاذقية بسبب تحول الفلاحين إلى الزراعات الأقل تكلفة كالموز والأشجار الاستوائية.

وأضاف محفوض أن اللاذقية في سنوات قادمة، وخصوصاً في فصل الشتاء لن تكون فيها “حبة بندورة واحدة” بسبب تحول المزارعين إلى الزراعات الأقل تكلفة.

مقالات ذات صلة