هاشتاغ- يسرى ديب
سجّل سعر كيلو الفروج الحي في سوريا نحو 11 ألف ليرة، لأول مرة في تاريخه، فيما وصل سعر كيلو الشرحات إلى 30 ألف ليرة، وشرحات العجل إلى أكثر من 70 ألف ليرة.
و تسببت هذه الأسعار في تراجع الاستهلاك بنحو 75 % حسب عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية
للحّامين بدمشق يزن قطيش، وتحول معظم السوريين إلى فئة “المحرومين بجدارة” من مختلف أنواع البروتين.
تراجع كبير
وقال قطيش في تصريحات لـ “هاشتاغ” إن “المحلات قلصت مخصصاتها كثيراً ومن كان يطلب ألف كيلو
خفضها إلى أقل من 25 كيلو، بل إن بعض المحلات تعجز اليوم عن بيع 10 كيلوات من لحم الفروج”.
وقدّر قطيش حاجة دمشق وريفها من الفروج في الأحوال الطبيعية بنحو 150 طن يومياً، في حين
ما يستهلك الآن لا يتجاوز 15- 20 طناً.
ولكنه أشار إلى أن أسعار الفروج الحي تراجعت بنسبة 10% حيث انخفض سعر الكيلو الحي من أرض المسلخ إلى 9200 ليرة، بسبب انخفاض الطلب.
الفروج اللبناني
وعن أسباب هذا الارتفاع غير المسبوق قال قطيش إن السبب الرئيس هو دخول الفروج المهرب من لبنان، وانخفاض سعر كيلو الفروج الحي إلى ما دون التكلفة بكثير قبل فترة عيد الأضحى.
و انخفض سعر الكيلو حينها إلى نحو 4 آلاف ليرة، بينما كلفة إنتاجه لا تقل عن 7 ألاف ليرة، وهذا
تسبب بخسائر كبيرة بين المنتجين, وأعاد الكثير منهم إلى الصفر.
يُضاف إلى ذلك، وفقا لقطيش، الحرارة المرتفعة التي تسببت أيضاً بنفوق الكثير من “الصيصان” في المداجن.
وأكد قطيش أن الأسعار ستعاود الارتفاع مجدداً عند تحسن الطلب على الفروج، وسيستمر الأمر
هكذا خلال الأربعين يوماً القادمة ريثما ينمو فوج جديد من الدواجن.
اللحوم الحمراء كسابقتها
وعن أسعار اللحوم الحمراء، بيّن قطيش أن سعر كيلو لحمة العجل يتراوح بين 28- 30 ألف ليرة، وهنالك
أنواع وصل سعرها إلى أكثر من 70 ألف ليرة كالشرحات التي تطلبها المطاعم.
وأكد أن الاستهلاك في حدوده الدنيا بعد عيد الأضحى، وأن الذبح تراجع بنسبة 60%، ولكنه تحسن قليلاً بعد ارتفاع أسعار الفروج واقترابها من سعر كيلو اللحمة.
وأوضح “لكن بالعموم الاستهلاك متراجع كثيراً، ومن يذبح يجد نفسه متورطا بين نقص القدرة الشرائية
للناس من جهة و غياب الكهرباء ونقص المازوت للتبريد من جهة ثانية. “لذلك يضطر من يذبح إما للبيع بخسارة، أو التخلص مما بقى من الذبيحة لأنهم لم يجدوا وسيلة لتسويقها كاملة، ولا يوجد تبريد لحفظها”.
وأشار إلى أن عدد العجول التي كانت تذبح يومياً في دمشق وريفها يصل إلى 400 عجل وبقرة، في حين الآن لا يتجاوز العدد 200- 250 رأس. والحال ذاته مع العواس، حيث يصل الكيلو منه إلى 28 ألف ليرة مع العظم، والاستهلاك متدن أيضاً.
معاملة الفنادق والمطاعم
وقال قطيش إن اللحامين يعانون من ظلم كبير بسبب عدم تخصيصهم بخطوط كهرباء أو لعدم تسهيل حصولهم على المازوت.
وطالب بمعاملتهم كما الفنادق والمطاعم التي تحصل على كميات كبيرة من المازوت، علماً أن تأمين المازوت للحامين أمر هام أيضاً، لأن شعور السائح الذي يقصد الفندق للنوم بالحر أقل ضرراً من تعرض اللحوم بأنواعها للتلف لأن هذا يضر بصحة الناس.
وأشار إلى التضييق الذي يمارس عليهم للحصول على مخصصاتهم من المازوت بالطرق القديمة عن طريق “شركة القاطرجي” حيث أن المطلوب منهم إعداد معاملة ” طويلة عريضة” تبدأ من المحافظة إلى المالية ثم التأمينات…الخ، بحيث ينتهي فصل الصيف قبل اتمامها، وفقا لقول قطيش.