يعقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، اليوم الخميس، محادثات في موسكو لمناقشة نتائج الاجتماع الدولي الـ 16 بصيغة أستانا بشأن سورية.
وتأتي زيارة بيدرسون للعاصمة الروسية موسكو بهذه الصفة للمرة السابعة، وللمرة الثانية هذا العام، حيث كانت زيارته الأخيرة في شباط/ فبراير، عقب المؤتمر السوري في سوتشي.
وتعقد هذه المحادثات بعد أسبوعين من الاجتماع الدولي الخاص بسورية في مدينة نور سلطان يومي 7 و8 تموز/يوليو، حيث ناقش المشاركون آفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية في جنيف، وتقديم المساعدات الإنسانية لسورية، ومكافحة الإرهاب، والوضع السياسي في البلاد بعد الانتخابات الرئاسية.
الإعداد لجنيف
من المنتظر أن تكون القضية الرئيسية على طاولة المحادثات اليوم بين لافروف وبيدرسون التحضير للدورة السادسة للجنة صياغة الدستور السوري في جنيف، حيث عقدت الدورة السابقة في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري. وكان المبعوث الأممي قد علّق على نتائجها بأن أطراف المحادثات فشلت في تحقيق أهدافها.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن موعد محدد للاجتماع السادس في جنيف خلال محادثات نور سلطان، إلا أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي لسورية، ألكسندر لافرينتيف قال إنه من الممكن عقده في وقت مبكر من الصيف. ووعد بيدرسون بدوره بتحديد مواعيد الاجتماع معرباً عن أمله في استئناف أنشطة اللجنة الدستورية قريباً، وأن تصبح اجتماعاتها منتظمة.
وكانت الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وإيران وتركيا) قد تحدثت عقب اجتماع نور سلطان، في بيان مشترك، عن ضرورة عقد الاجتماع السادس للجنة الدستورية في وقت مبكر، وبحسب لافرينتيف، ومع أنه لا تزال هناك خلافات بين المفاوضين داخل اللجنة، إلا أن كل الشروط المسبقة لتنظيم الاجتماع متوفّرة، وقد تم تهيئة جميع الظروف لعقد الاجتماع.
وكما أشار لافروف في وقت سابق، فإن مهمة بيدرسون هي تحفيز الأطراف السورية على الحوار، ولكن لا ينبغي، بحسب الوزير، للمبعوث الأممي الخاص لسورية أن يفرض رؤيته على الأطراف السورية، وإنما مساعدتها على التوصل إلى اتفاق.
توسيع المساعدة الإنسانية
لا يزال الوضع الإنساني في سورية إحدى القضايا الهامة للمناقشة. ففي 9 حزيران/يوليو الجاري، تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً بشأن المساعدة عبر الحدود السورية، والذي أعدّ لأول مرة نتيجة للعمل المشترك بين موسكو وواشنطن. وذكرت الخارجية الروسية بهذا الشأن أن اعتماد القرار بالإجماع في المجلس يظهر إجماعاً دولياً على هذه القضية.
ودعا لافرينتيف، في اجتماع نور سلطان، المجتمع الدولي إلى تحويل التركيز من قضايا الاستقرار العسكري للأوضاع في سورية إلى القضايا الإنسانية. في الوقت نفسه، شدّد المبعوث الروسي مراراً وتكراراً على أن ذلك لا يتعلق على الإطلاق بالإمداد بالمساعدات الإنسانية فحسب، وإنما يمتد ليتعلق بتنفيذ مشروعات محددة لإعادة إعمار البلاد، وبناء البنى التحتية.
صيغة جديدة
من المحتمل أن يتطرق بيدرسون في محادثات اليوم إلى موضوع إمكانية إطلاق حوار دولي جديد حول سورية، والذي يمكن في إطاره، بحسب المبعوث الأممي، مناقشة الوجود الأجنبي في البلاد.
وكان وزير الخارجية الروسي قد علّق في وقت سابق على هذه المبادرة، وأشار إلى أنه لا يعرف على أي أساس يخطط بيدرسون لاختبار الصيغة الجديدة، مذكّراً أن صيغة أستانا ملتزمة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والذي يضع مسؤولية تقرير المصير على عاتق السوريين أنفسهم.
وبحسب المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فإن فكرة إنشاء صيغة دولية جديدة للتسوية السورية بمشاركة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية، من غير المرجح أن تزيد من فعالية حل المشكلات، لأنه لا يعزز من دور السوريين أنفسهم في هذه العملية.
مكافحة الإرهاب
كذلك لن يغيب عن محادثات اليوم قضية مكافحة الإرهاب في سورية، حيث أعلن بيدرسن في نهاية حزيران/ يونيو الماضي أن هناك بوادر على تعزيز تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، إلا أن لافروف أشار إلى أن تهديد الدولة الإسلامية لم يتزايد في سورية، وكان من الممكن وقف تنفيذ خطط الخلافة بهذا الصدد.
ومن المرجح أن يناقش لافروف وبيدرسن كذلك الاستعدادات للمحادثات المستقبلية بشأن سورية بصيغة أستانا. وكان المشاركون في اجتماع نور سلطان قد قرروا عقد جولة أخرى من المشاورات بحلول نهاية العام الجاري في عاصمة كازاخستان، مع مراعاة الوضع الوبائي.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام https://t.me/hashtagsy