Site icon هاشتاغ

لا أحد يعرف لماذا سورية مهمة؟!

لماذا لا تزال الولايات المتحدة تكافح لمعرفة ما يجب فعله حيال الأسد؟

بعد إعلان “دونالد ترامب” الرئيس الأميركي السابق في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 أنه سيسحب القوات الأمريكية من سورية، من منطلق أن الصراع على بعد عدة آلاف من الأميال لا علاقة له بهم أو بالولايات المتحدة. يجب إعادة القوات إلى الوطن وإنهاء الحروب التي لا تنتهي.

هذا ما أثار لدى كاتب المقال في “فورين بوليسي” تساؤلات حول الفشل التام لمجتمع السياسة الخارجية في التقييم الصحيح لما كان يحدث في سورية، وفهم كيف أثر ذلك على المصالح الأمريكية ( أم لا)، والتوصية بطريقة للمضي قدماً.

يقول “ستيف كوك” مؤلف كتاب “الفجر الكاذب: الاحتجاج والديمقراطية والعنف في الشرق الأوسط الجديد”: يبدو أن ترامب – على الرغم من رئاسته البغيضة – سأل سؤالاً جيداً عن سورية كان وثيق الصلة أيضاً بالشرق الأوسط بشكل عام: “لماذا نفعل ما نفعله؟” يبدو أنه لم يحصل على إجابة كافية، وبالتالي أعلن الانسحاب (الذي انتهى به الأمر إلى إعادة انتشار).

الآن، وبعد عشر سنوات من انغماس السوريين في الظلام، فإن الجدل – وإن لم يكن بالحدة التي كان عليها قبل عقد من الزمن – حول ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة حيال الصراع في سورية لا يزال غير حاسماً كما كانت دائماً.

هل ينبغي لإدارة بايدن أن تتصالح مع الرئيس السوري بشار الأسد؟

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اتبعت الولايات المتحدة سياسات في الشرق الأوسط تهدف إلى ثلاثة أهداف أساسية: ضمان التدفق الحر لموارد الطاقة من المنطقة، والمساعدة في ضمان أمن إسرائيل، والحفاظ على القوة الأمريكية في الشرق الأوسط، لذلك لا الدولة أو التحالف الدولي يمكن أن يتحدى هذه المصالح.

إضافة إلى ذلك، غالباً ما يضيف المحللون هدفاً رابعاً وهو منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب.

بافتراض أن هذه الأهداف هي أسس السياسة الأمريكية، فما الذي يخبر به هذا المحللين وصناع القرار حول كيفية تعامل واشنطن مع سورية؟

إن النهج الحالي الذي يتسم بعدم التدخل في الصراع السوري قد يكون مزعجاً من الناحية الأخلاقية ولكن يمكن الدفاع عنه من الناحية الاستراتيجية؟ غالباً ما يكون هذا هو الرابط غير المريح للسياسة الخارجية الأمريكية – إنه عبء عدم القدرة على التوفيق بين القيم والمصالح.

بالنسبة للنفط، لم تكن سورية على الإطلاق مُصدِّرة رئيسية للنفط، وإن إعلان ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سورية، وبقائها من أجل “للنفط”، ووجود قوات سورية الديمقراطية – وبشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) ) – إلى جانب الجنود الأمريكيين؛ كل هذا يعني أنه لا يوجد شيء حول ما حدث في سورية على مدى العقد الماضي يهدد التدفق الحر لموارد الطاقة من المنطقة.

عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، كان هناك وقت اعتقد فيه المحللون أن سورية تشكل تهديداً محتملاً لأمن “إسرائيل” لكن خلال العقد الماضي، تبين أن التهديد الحقيقي – على الأقل من وجهة نظر إسرائيل – هو إيران، التي يبدو أنها تريد البقاء في سورية لفترة طويلة، مما يمنح الإيرانيين القدرة على إمداد حزب الله بسهولة أكبر وتهديد إسرائيل بشكل مباشر أكثر. إن شن الإسرائيليين غارات جوّية ضد الإيرانيين على سورية والعراق يعطي دلالة أن الإسرائيليين قادرون على ضمان أمنهم رغم الصراع السوري.

فيما يتعلق بالحفاظ على القوة الأمريكية، رغم أن التدخل الروسي في سورية أعطى دفعة للروس على حساب الولايات المتحدة، غير أنه لا يوجد شيء في الصراع في سورية قد أضر بقوة الولايات المتحدة وقدرتها على الدفاع عن مصالحها.

فيما يتعلق بمنع انتشار الأسلحة النووية، قام الإسرائيليون بالمهمة الصعبة في عام 2007 عندما دمروا سراً – للجميع ما عداهم – المنشأة النووية السورية.

أخيراً، يمكن تقديم حجة للولايات المتحدة لمواصلة متابعة مهمة مكافحة التطرف في سورية. أصبحت البلاد دوامة من الميليشيات المتنافسة، بما في ذلك المتطرفين. قد يتضاءل بعضها، لكنها مع ذلك باقية. وبالتالي، تحافظ الولايات المتحدة على علاقتها بوحدات حماية الشعب رغم اعتراض تركيا حليفة الناتو.

هذه هي طبيعة الصراع في سورية؛ لا أحد تقريباً يريد فعل المزيد مع سورية، تاركين صانعي السياسة دون خيارات جيدة ولا إجابة واضحة.

Exit mobile version