تمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، من منع تشتيت أصوات الكتلة المحافظة في البلاد، بعدما أقنع حزب الرفاة الجديد الذي يقوده فاتح أربكان نجل الرئيس الأسبق، نجم الدين أربكان، من الانضمام لتحالف الجمهور الذي يقوده الحزب الحاكم.
كما أعلن فاتح أربكان انسحابه من الانتخابات الرئاسية، ودعم ترشح الرئيس، رجب طيب أردوغان ضد مرشح تحالف المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو.
أسباب التراجع
الكاتب التركي محمد بارلاس، كشف عن أسباب تراجع فاتح أربكان عن الترشح للرئاسة ودعم أردوغان بأنه لم يجد الكثير من المؤيدين في المجتمع المحافظ، وفقاً لما نقلته شبكة “سكاي نيوز عربية”.
وبيّن الكاتب التركي لأن أربكان لم يتمكن من جمع التوكيلات بالسرعة أردها ما عكس فتور شعبي تجاه ترشحه، حيث تمكن من جمع 50 ألف توكيل فقط في يومين.
ويعتقد الكاتب أن تنازل فاتح أربكان يوحد الجبهة المحافظة ضد المعارضة العلمانية.
ويشير إلى أن الناخبون المحافظون سواء القوميين أو الدينيين سيصوتون لتحالف الجمهور في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
مفاوضات عسيرة
وأعلن “حزب الرفاه الجديد” الذي يترأسه فاتح أربكان نجل رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان، الانضمام إلى “تحالف الشعب” وذلك بعد اجتماع عقد يوم الجمعة، مع حزب العدالة والتنمية، بعدما توصل الطرفان إلى تفاهم وتم تسليمه إلى الهيئة العليا للانتخابات بشكل رسمي.
وكان وفد من حزب العدالة والتنمية زار رئاسة حزب “الرفاه الجديد” في 11 آذار/مارس، وترأس الوفد بن علي يلدريم نائب رئيس الحزب، وأجرى مناقشات مع أربكان بهدف ضمّ حزبه إلى التحالف.
ورغم أن الاعتقاد السائد كان يتوقع موافقة أربكان على مقترح الانضمام، لكنه أعلن في 20 آذار/مارس، أن حزبه سيخوض الانتخابات دون الانضمام إلى أي تحالف موجود، كما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية.
مواجهة تحالف المعارضة
يأتي هذا في مواجهة اتساع تحالف الأمة المعارض، المكون من 6 أحزاب، والذي يتلقى بدوره الدعم من أحزاب أخرى، منها حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، والذي يملك كتلة انتخابية تصل إلى 6 ملايين ناخب.
كما أعلنت أحزاب أصغر دعمها لمرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري.
تاريخ حزب الرفاة
حزب الرفاه الجديد ينتمي لما يسمّى باليمين الإسلامي، أسّسه عام 2018 فاتح أربكان، نجل نجم الدين أربكان مؤسّس حزب الرفاه المنحل، الذي كان الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، قيادياً بارزاً فيه، ويعتبر أربكان معلمه.
ونجم الدين أربكان الذي توفي في 27 شباط/فبراير 2011، مهندس وسياسي تركي تولى رئاسة “حزب الرفاه”، كما تولى رئاسة وزراء تركيا في الفترة بين 1996 و1997.
تأسس “حزب الرفاه” عام 1983، وتولى نجم الدين أربكان رئاسته في 1987، وتمكن الحزب من دخول البرلمان في انتخابات 1991، كما أنه فاز بأغلبية المقاعد في انتخابات 1995.
وعام 1998، أغلقت المحكمة الدستورية في تركيا حزب الرفاه بدعوى “أنشطته المعارضة لأسس الجمهورية العلمانية”.