الإثنين, نوفمبر 18, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةهل سيؤدي لقاء وزيري الدفاع والاستخبارات بين سوريا وتركيا في موسكو إلى...

هل سيؤدي لقاء وزيري الدفاع والاستخبارات بين سوريا وتركيا في موسكو إلى تسريع القمة بين الأسد وأردوغان؟

توقعت صحيفة “رأي اليوم” الالكترونية أن يتقدم الملف السوري على نظيره الأوكراني، ولو مؤقتا في الأيام القليلة المقبلة، وخاصة الجانب المتعلق بترتيب لقاء قمة في أسرع وقت ممكن بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان للتوصل الى اتفاق مصالحة أمني وعسكري وسياسي، يحقق معظم المطالب السورية في إطار ضمانات روسية إيرانية.

وأشار رئيس تحرير “رأي اليوم” عبد الباري عطوان إلى إعلان وكالة الإعلام الروسية المفاجئ، الأربعاء نقلا عن مصدر مهم في وزارة الدفاع بأن لقاء ثلاثيا يضم وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا اجروا “محادثات في موسكو”، وتم بحث سبل حل الازمة السورية، ومشكلة اللاجئين والجهود المشتركة لمحاربة الجماعات المتطرفة في سورية، وأضافت الوكالة “لاحظ رؤساء وزارة الدفاع في البلدان الثلاث الطبيعية البناءة للحوار ونتائج الاجتماع في هذا الشكل وضرورة استمراره”.

هذا اللقاء بين وزيري الدفاع السوري والتركي تحت مظلة روسية يشكل، بحسب عطوان، خطوة تمهيدية متقدمة لترتيب لقاء المصالحة المنتظر بين الرئيسين السوري والتركي، لأنه تناول القضايا الأهم التي تقف حجر عثرة في حدوثه، وأهمها مسألة الهجوم البري التركي الذي تعارضه روسيا لإقامة المنطقة الآمنة على الحدود التركية السورية لتوطين اللاجئين، ومستقبل الجماعات المسلحة في منطقة ادلب، وعودة اللاجئين.

وأضاف أن “نتائج هذا الاجتماع الثلاثي لوزراء الدفاع، وحصول القيادة السورية على الضمانات المطلوبة بشأن تنفيذ ما يمكن الاتفاق عليه، واطمئنانها الكلي على التزام الرئيس اردوغان شخصيا بالتنفيذ، كلها عوامل مهمة لإعادة العلاقات بين الدولتين الجارين وتحقيق مطالبهما الأمنية والسياسية اللازمة.”

وأوضح أن الرئيس اردوغان الذي يواجه ظروفا انتخابية صعبة هذه الأيام بارع في المناورة، فقد كان يريد إبقاء المسلحين في ادلب بطريقة او بأخرى، وكسب الإسلام السياسي داخل تركيا وخارجها، وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا الى بلادهم (3.6 مليون).

في الوقت نفسه، كما يقوال، استغلت المعارضة التركية هذه الورقة في حملاتها الانتخابية، وتعاظم الغضب الشعبي من وجودهم في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة في البلاد، وتأمين الحدود التركية من الهجمات الإرهابية مقابل وعود بتنفيذها بعد الانتخابات القادمة.

ويرى عبد الباري عطوان أن الانتخابات التركية، التشريعية والرئاسية باتت ورقة “دسمة” في يد الرئيس السوري بشار الأسد، حيث بات الجميع حلفاء وأعداء يمارس ضغوطا، مصحوبة بإغراءات، لكسبه الى جانبهم.

ويقول: “المعارضة التركية المدعومة أمريكيا تريده الى جانبها، والوقوف في خندقها في الانتخابات القادمة لإسقاط حزب العدالة والتنمية ورئيسه اردوغان وبتوجيه أمريكا، وتعد بإبعاد جميع اللاجئين من تركيا، واحترام السيادة السورية ووحدة أراضيها بالانسحاب الكامل، ودفع تعويضات وإعادة الاعمار، اما الحليفان الرئيسان لسورية أي الروسي والإيراني فيريدون بقاء اردوغان في السلطة، ودعمه للفوز في الانتخابات بكل الطرق والوسائل لإيمانهما المطلق بوقوف المعارضة التركية في الخندق الأمريكي وبقوة في حال فوزها.”

ويتابع: الرئيس اردوغان يراهن على الدعم الإيراني الروسي لإقناع الرئيس الأسد بلقائه في أقرب وقت ممكن وإبعاده عن المعارضة، والتوصل الى اتفاق معه يعيد مليون لاجئ سوري على الأقل الى مدنهم وقراهم، قبل الانتخابات كدفعة أولى، والتحالف معه لسحق قوات سورية الديمقراطية الكردية، التي يراها ذراعا عسكريا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي، وعدم الدخول في أي تحالف معها.

ويشير إلى أنه “حتى هذه اللحظة يقاوم الرئيس الأسد جميع الضغوط الروسية والإيرانية للقاء الرئيس اردوغان لأنه لا يثق بالأخير، ويصعب عليه نسيان طعناته له ولسورية في الظهر بخنجر مسموم، وكل أحاديثه الناعمة (أي اردوغان) حول طي صفحة الماضي، والاعتراف بأنه لا توجد عدوات دائمة، لا يمكن الوثوق بها، واكد ذلك السيد اوهان ميري اوغلو عضو اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم عندما قال قبل أسبوعين ان الرئيس الأسد رفض عرضا روسيا بلقاء اردوغان.”

المعضلة التي تواجه الوسيط الروسي هذه الأيام هي ان الرئيس اردوغان يعارض تنفيذ الشروط السورية وأبرزها الانسحاب الكلي من الأراضي السورية وعودة إدلب للسيادة السورية مقابل وضع برنامج لعودة اللاجئين السوريين وحماية الحدود التركية، ويطرح الرئيس اردوغان تأجيل هذه الشروط والمطالب الى ما بعد الانتخابات التركية في حزيران (يونيو) المقبل حتى لا يظهر بمظهر الضعيف المتنازل والخاضع لهذه الشروط، ويخسر الانتخابات القادمة بالتالي.

الخيار الوحيد الذي ينقذ اردوغان وفقا لعطوان، وعدم انتهائه ونجله وصهره في السجن بتهم الفساد في حالة خسارته للانتخابات، هو التفاهم مع الرئيس الأسد الذي قاد اردوغان تحالفا قويا مدعوما بمئات المليارات من الدولارات لإسقاط نظام حكمه، ولكن هذا الخيار لن يتحقق الا بشروط سورية التي بات الجميع حتى في أمريكا يطلبون رضاها، وانحيازها الى جانبهم بعد الفشل في حرب إسقاط النظام سواء بالحصار او التدخل العسكري.

ويلفت إلى أن اكرم امام اوغلو رئيس بلدية اسطنبول الذي هزم مرشح اردوغان بن علي يلدرم في الانتخابات البلدية، والذي تشير استطلاعات الرأي انه سيهزم اردوغان شخصيا في الانتخابات الرئاسية القادمة، التقى السفيرين الأمريكي والبريطاني، وأظهر رغبته في علاقات استراتيجية مع الناتو والزعامة الامريكية.

مضيفا أن محاولة تجريمه، وتوجيه تهم قضائية له بإهانة السلطة القضائية الانتخابية، لن تؤدي الى ادانته وانتهاء طموحاته السياسية ومنعه من خوض الانتخابات.

ويبقى السؤال وفقا لرئيس تحرير “رأي اليوم”: هل ستنجح الضغوط الروسية والإيرانية في اقناع الرئيس الأسد بتقديم طوق النجاة للرئيس اردوغان، ام انه سيقاومها، ويتجاوب مع اغراءات أمريكية مدعومة بلوبي عربي خليجي، وسيف عقوبات جديدة (قانون الكبتاغون)، وإغراءات بالمصالحة مع “قسد” واستعادة السيادة السورية على آبار النفط والغاز والمناطق الخصبة في شرق الفرات، ومساعدات مالية ضخمة؟.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة