أثارت قضية الطفلة الرضيعة التي وجدت مرمية في أحد شوارع حلب جدلاً واسعاً وغضباً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً أن الطفلة خضعت بعد نقلها إلى المستشفى لعمليات جراحية بعد أن نهشت الجرذان وجهها.
وقال ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن ” الطفلة التي أُطلق عليها اسم “لين” وصلت إلى المستشفى في شهر تشرين الأول الفائت، بعد العثور عليها في الشارع وتعرضها للنهش من قبل الجرذان، وهي تخضع للعلاج منذ ذلك الوقت”.
ونشرت طبيبة الأطفال لمى القاضي عبر صفحتها على فيس بوك صوراً للطفلة قبل وبعد العملية، وعلقت بالقول: “بأي ذنب تُلقى هذه الطفلة بعد ولادتها في أحد الشوارع لتنهش الجرذان وجهها وطفولتها وروحهاـ بأي ذنب تقضي عمرها مشوهة الروح والوجه”.
الناشط محمد المصري كتب في صفحته على فيسبوك منشورا قال فيه “ما حدا يقول الفقر وصلنا لهون.. مالكن قدرة تخلفوا اعملوا أي إجراء تمنعوا فيه الحمل.. أما انكن تشلفو طفلة بالشوارع بهالبرد لحتى تنهش فيها الحيوانات والقوارض فأنتوا ولاد حرام صرف” حسب تعبيره.
فيما قال ناشط آخر “شو ذنب هالأطفال لحتى ترموهن بالطريق.. ليش إذا كان بالحلال أو بالحرام.. صرنا بالقرن ٢٠٢٢ مافي ابن دابة إلا وبيعرف منين يشتري واقي او حب منع حمل” على حد وصفه.
مدير “المستشفى الجامعي” بحلب الدكتور ماهر أعرج قال لجريدة البعث أن “الطفلة وجدت بجانب سيارة مركونة، ودخلت إلى المشفى بتاريخ 16 تشرين الأول الفائت، في حالة صحية سيئة جداً، حيث كانت تعاني من تهشيم في الوجه وأذية في الأطراف نتيجة البرد الشديد إضافة إلى أذية تنفسية صدرية”.
وقال أعرج: “أجريت للطفلة العمليات الإسعافية اللازمة، وحالياً أصبح وضعها الصحي فوق المقبول وسيتم تسليمها إلى الجهات المعنية فور تحسن حالتها”، مضيفاً: “لم يسأل عن الطفلة أحد خلال هذه الفترة، علماً أنها دخلت إلى المستشفى وهي بعمر ساعات”.
وأوضح أن “الأذية والتهشم الذي تعرضت له في الأنف، حاصل نتيجة تعرضها لنهش من القوارض على الأغلب”. مشيراً إلى أنها “ليست الحالة الوحيدة الموجودة في المشفى، بل هناك ثلاث حالات مشابهة لأطفال آخرين”.
وتكررت حوادث رمي الأطفال حديثي الولادة في سورية، وخصوصاً مع بداية عام 2022، كان آخرها العثور على طفلة رضيعة تبلغ من العمر يوماً واحداً داخل كيس في أحد شوارع بلدة “الدنيبة” في ريف سلمية الجنوبي شرقي حماة، قبل أيام.
وفي 18 من الشهر الجاري عثر الأهالي في مدينة السويداء على طفلة رضيعة موضوعة داخل “كرتونة” مرمية في إحدى الحدائق. وقبلها عُثر في حي الخضر بمدينة حمص، على طفل رضيع يقدّر عمره بنحو 40 يوماً أمام أحد الأبنية.
كما عُثر في 12 من الشهر الحالي بمدينة حماة على طفل رضيع لا يتجاوز عمره الشهرين، ترك عند مدخل أحد الأبنية بضاحية أبي الفداء وإلى جانبه ورقة مكتوب عليها (ابن حلال)، وسبقها الضحية الطفلة “روح” التي عُثر عليها مرمية على باب أحد المستشفيات الخاصة في مدينة اللاذقية، لتُنقل بعدئذ إلى مستشفى التوليد والأطفال.