كشف مسؤول بارز في الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، أن الفصائل الكردية السورية اتفقت على “رؤية سياسية مشتركة” تدعو إلى إقامة “نظام فدرالي، تعددي، ديمقراطي، برلماني” في سوريا ما بعد الأسد.
وأشار بدران جيا كرد في تصريحاته لوكالة “رويترز”، إلى أن هذه الرؤية تمثل أول تأكيد رسمي من جانب الإدارة الذاتية لتبني الفدرالية بعد التوافق بين الفصائل الكردية الشهر الماضي.
وأوضح جيا كرد أن “جوهر المسألة في سوريا هو الحفاظ على الخصوصية الإدارية والسياسية والثقافية لكل منطقة”، مما يستدعي “مجالس تشريعية محلية وهيئات تنفيذية تدير شؤون المناطق، وقوات أمن داخلي تابعة لها”. وشدد على ضرورة أن تُكرّس هذه المبادئ ضمن الإطار الدستوري لسوريا.
وكانت مصادر كردية قد أفادت بأن أحزابا كردية سورية متنافسة، من بينها الفصيل الكردي المهيمن في شمال شرق سوريا “قسد”، توصّلت الشهر الماضي إلى اتفاق على هذه الرؤية السياسية الموحدة، إلا أنها لم تُعلن رسميا بعد.
وجمعت اللقاءات الأخيرة “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”المجلس الوطني الكردي” (ENKS)، وقال سليمان أوسو، زعيم المجلس الوطني الكردي، إن من المتوقع إعلان هذه الرؤية في مؤتمر يُعقد نهاية شهر نيسان/أبريل الجاري.
وأشار أوسو إلى أن التطورات التي شهدتها سوريا منذ الإطاحة بالأسد في كانون الأول/ديسمبر، دفعت العديد من السوريين إلى اعتبار النظام الفدرالي “الحل الأمثل”، مشيرا إلى الهجمات التي استهدفت “العلويين”، وتمرد “الدروز” على الحكم المركزي، إضافة إلى الإعلان الدستوري للحكومة الجديدة، والذي اعتبرته الإدارة الكردية تجاهلا للتنوع السوري.
وقال أوسو: “نرى أن الحل الأمثل للحفاظ على وحدة سوريا هو النظام الفدرالي، لأن سوريا بلد متعدد الأعراق والأديان والطوائف”، مضيفا: “عندما نذهب إلى دمشق، سنطرح بالتأكيد رؤيتنا ومطالبنا”.
لقاء في ريف الحسكة بحضور أميركي
إلى ذلك، كشف مصدر مطلع في شهر آذار الفائت، عن توصل المجلس الوطني الكردي (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) إلى اتفاق حول وثيقة سياسية تطالب بإقامة نظام لا مركزي فدرالي في سوريا، وفقا لما نقله موقع “تلفزيون سوريا”.
الوثيقة، التي تضم نحو 30 بندا، تدعو إلى توزيع عادل للسلطة والثروة، وتوحيد المناطق الكردية ضمن إطار فدرالي، إلى جانب إعادة النظر بالتقسيمات الإدارية، والاعتراف باللغة الكردية لغة رسمية، وإلغاء المشاريع الاستثنائية التي استهدفت الأكراد.
وعقد الطرفان اجتماعا هو الأول منذ عام 2020 في قاعدة استراحة الوزير بريف الحسكة، بحضور المبعوث الأميركي الخاص سكوت بولز وقائد “قسد”، مظلوم عبدي. وركز الاجتماع على مناقشة الرؤية السياسية الكردية المشتركة وآلية تشكيل وفد تفاوضي موحد مع دمشق، وسط ضغوط متزايدة من واشنطن وعواصم غربية للدفع نحو اتفاق نهائي.
وأفاد المصدر أن أجواء اللقاء كانت إيجابية، وتم تسجيل توافق على أكثر من 90% من بنود الوثيقة، في حين تبقّت بعض التفاصيل قيد النقاش. ومن المتوقع إعلان تشكيل وفد مشترك لبدء حوار رسمي مع الحكومة السورية خلال الشهر الجاري، بعد عيد النيروز، برعاية أميركية وفرنسية.