استخدمت روسيا والصين حق النقض “فيتو” ضد مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب على غزة، اليوم الجمعة، حيث وصف المعارضون المشروع بأنه مسيّس وغامض و”يطلق يد إسرائيل”.
“خداع أمريكي مألوف”
المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، قال في كلمته أمام المجلس إن مشروع القرار الأميركي محاولة لتمكين “إسرائيل” من الإفلات من العقاب.
وأضاف أنه لو اعتُمد هذا القرار فإنه سيغلق النقاش بشأن وضع غزة وسيطلق يد “إسرائيل” هناك، إذ إنه “يتضمن فعليا منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح (جنوبي قطاع غزة)”.
واستنكر في الوقت نفسه اعتراف السفيرة الأميركية الآن فقط بضرورة وقف إطلاق النار بعد أن تم تدمير غزة على مدى 6 أشهر.
وأضاف أن الغاية من القرار الأميركي كسب الوقت وهدفه مسيّس كي تفلت “إسرائيل” من العقاب.
وقال نيبينزيا إن المفاوضات التي شارك فيها الأميركيون بشأن غزة كانت موجهة فقط “للمماطلة”.
وأشار المندوب الروسي إلى أن الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن أعدوا قرارا آخر “غير مسيّس” بشأن غزة.
حيث أعرب عدد من السفراء عن دعمهم لمشروع جديد اقترحته مجموعة “E-10” المكونة من 10 أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ووصف نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي نص وثيقة مشروع القرار الأمريكي بأنها “خداع أمريكي مألوف”.
وقال إن موسكو لن تكون راضية “عن أي شيء لا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار”، موضحا أن مشروع القرار كان يجب أن يتضمن “مطلبا” أو “دعوة”، ولكن ليس فقط “تعريف الضرورة” لوقف إطلاق النار.
وتساءل بوليانسكي عن صياغة المسودة وقال: “ما الحتمية؟ لدي واجب أن أعطيك 100 دولار، ولكن.. إنها مجرد ضرورة، وليس 100 دولار”.
الصين تتهم واشنطن بالنفاق
أما سفير الصين تشانغ جون، فقال إن الإجراء الأكثر إلحاحا الذي يجب على المجلس اتخاذه هو الدعوة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، بما يتماشى مع دعوات الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة.
وقال إن المجلس تباطأ وأضاع الكثير من الوقت في هذا الصدد، “ومن أجل الحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة وكرامة المجلس، إلى جانب وجهة نظر الدول العربية، صوتت الصين ضد المشروع الأمريكي”.
وأشار إلى مشروع القرار الجديد الذي تم تداوله من أعضاء المجلس العشرة المنتخبين: ”هذا المشروع واضح بشأن مسألة وقف إطلاق النار ويتماشى مع الاتجاه الصحيح لعمل المجلس وله أهمية كبيرة. والصين تدعم هذا المشروع.”
كما وصف السفير الصيني انتقادات المملكة المتحدة والولايات المتحدة لحق النقض الذي استخدمته الصين كان نفاقا، وإذا كانوا جادين بشأن وقف إطلاق النار، فيجب عليهم دعم المسودة الجديدة.
وكانت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد، ادعت أسفها لاستخدام روسيا والصين للفيتو، وقالت إن الهدف الأول للولايات المتحدة هو التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة “في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن”، بحسب زعمها.
كما ادعت المندوبة البريطانية باربرا وودورد خيبة أملها لامتناع روسيا والصين عن دعم مشروع القرار الأميركي.
في السياق نفسه، قال المندوب الجزائري عمار بن جامع إن نص مشروع القرار الأميركي “يسمح ضمنيا باستمرار قتل المدنيين، ويفتقر لضمانات واضحة”.
من ناحية أخرى، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم بأن بلاده ستعمل على قرار جديد لوقف إطلاق النار في غزة بعد استخدام روسيا والصين حق النقض.
ويذكر أن الولايات المتحدة، تعارض حتى عبارة وقف إطلاق النار، واستخدمت حق النقض عدة مرات لإحباط قرارات تدعو لوقف فوري لإطلاق النار منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
مشروع القرار الاميركي؟
– يجعل من الضروري وقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع “الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية” لجميع المدنيين ورفع “جميع الحواجز” أمام إيصال المساعدات على نطاق واسع إلى سكان غزة.
– يجب على “إسرائيل” وجميع الجماعات المسلحة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني والعاملين في المجال الطبي.
– يدين جميع أعمال “الإرهاب” بما في ذلك الهجمات التي قادتها “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، واحتجاز الرهائن ويدين استخدام المباني المدنية لأغراض عسكرية.
– يرفض أي تهجير قسري للمدنيين في غزة
– يطالب “حماس” والجماعات المسلحة الأخرى بالسماح الفوري بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الأسرى المتبقين.
– يشدد على دعم المجلس الكامل لكبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار سيغريد كاغ، والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، حتى يتمكنوا من إنشاء آلية المساعدات الجديدة للأمم المتحدة بموجب القرار السابق رقم 2720.
– شدد على أهمية قيام المنسق الأعلى بقيادة الجهود الرامية إلى إنعاش وإعادة إعمار غزة.
– يطالب جميع الأطراف باحترام الإخطارات الإنسانية وآليات تفادي الاشتباك المعمول بها لمنع مقتل المدنيين.
– يرفض أي إجراء لإسرائيل من شأنه “تقليص مساحة غزة” ويدين دعوات بعض الوزراء الإسرائيليين لإعادة توطين غزة أو إجراء تغييرات ديمغرافية.
– إدانة الهجمات التي يشنها “الحوثيون” في البحر الأحمر.
– يجدد التأكيد على “التزام مجلس الأمن الثابت برؤية حل الدولتين”.
وتشن “إسرائيل” حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات منظمات دولية من المجاعة، ولا سيما في شمال القطاع، جراء تقييد الاحتلال دخول المساعدات.