أدركت إسرائيل أن هناك فرصة ذهبية توفرت لها لإعادة تشكيل محيطها بعد سقوط نظام بشار الأسد وخاصة زوال محور إيران، ولكن ما لم تكن مستعدة له هو احتمالات أن تحل مكان هذا المحور تركيا القوية الطامحة إلى إعادة تشكيل الشرق العربي بشكل يضمن لها فيه موقع ريادة حتى في مواجهة إسرائيل.
الخطر التركي الجديد
بدأت التحليلات في إسرائيل تتطرق إلى ما بات ينظر إليه كخطر جديد يتمثل في كون تركيا أو نفوذها صار على خط الحدود، وزاد في الطين بلة من وجهة نظر إسرائيل التقارب الجاري -وبقوة- بين تركيا وكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية خصوصا بعد اتفاق السعودية شراء 100 طائرة تركية حديثة من طراز قآن، وبالتي تخشى إسرائيل أكثر من أي شيء تبلور محور “سني” يحل بديلا عن المحور الشيعي، ويقف في مواجهتها.
سياسة تركية عدوانية
ورغم أن الصفقة في أحد معانيها تعني نية السعودية تقليص اعتمادها على أميركا، فإنها بمعانيها الأخرى توفر دعما قويا ليس فقط للاقتصاد التركي وإنما أيضا لمكانة تركيا الإقليمية.
وترى إسرائيل أن تركيا حالياً تتبنى سياسة خارجية عدوانية للغاية هنا فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة.
فتركيا تمتلك صناعة عسكرية راقية توفر لهم مصدر دخل، وهم يعرفون كيفية تقديم خدمة هنا، تتم مقارنتها بمنتجات الولايات المتحدة أو مقدمي خدمات آخرين بينهم إسرائيل، على سبيل المثال، فتبدو أرخص بكثير.
تغيير خريطة موازين القوى
تتحدث “إسرائيل” اليوم عن أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يوشك على تغيير خريطة موازين القوى في الشرق الأوسط في ظل دخول متجدد لتركيا كقوة عظمى إقليمية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
ولاحظت “إسرائيل” أن تركيا استثمرت منذ عام 2011 في سوريا موارد عسكرية واقتصادية كبيرة ليس فقط لضرب المشروع الكردي وإنما أيضا ضمن تطلعات لاستعادة مكانة عثمانية.
وبالنتيجة فإن الأتراك بعد أن نجحوا، بخطوة سريعة في دحر إيران وروسيا من سوريا، يسعون لأن يملؤوا الفراغ الناشئ.
الاقتصاد
ومن المواقف التركية ترى إسرائيل مخططات أنقرة لإعادة شق خط الحديد الحجازي، إسطنبول دمشق، وشق طريق سريع بين تركيا وسوريا.
فضلا عن إقامة مطارات وموانئ تركية في سوريا. كما تخشى إسرائيل كذلك ضم أجزاء من سوريا مما يقلص المياه الاقتصادية القبرصية، ويمنع تمديد أنابيب الغاز التي تربط إسرائيل – قبرص – اليونان.