هاشتاغ – أيهم أسد
تعد مراقبة التضخم والسيطرة عليه أحد أهم وظائف البنوك المركزية في العالم، وتستخدم البنوك المركزية أسعار الفائدة كأداة نقدية من أجل السيطرة على التضخم والتحكم به وبالتالي الحفاظ على مستوى مقبول من النشاط الاقتصادي والحفاظ على مستوى مقبول من تكاليف المعيشة.
أهداف سعر الفائدة
وعندما تتوقع البنوك المركزية أن يكون هناك حالة تضخم في الاقتصاد، فإنها تقوم برفع أسعار الفائدة الأساس، أي أسعار الفائدة على الإقراض والودائع وذلك من أجل هدفين اثنين هما:
الأول: هو زيادة تكاليف الإقراض للمقترضين من البنوك العامة والخاصة وبالتالي التقليل من كمية القروض الممنوحة للمستهلكين وتحديداً القروض الاستهلاكية والقروض العقارية، وبالتالي الحد من الطلب الكلي وتخفيض الأسعار.
الثاني: هو من أجل دفع المزيد من المستهلكين إلى إيداع المزيد من الأموال في البنوك وبالتالي الحد من النقد المتداول بين الناس في الاقتصاد، والحد من الإنفاق والحد من الاستهلاك.
وهذه الآلية هي التي قام بها البنك المركزي الأمريكي هذا العام من خلال خمس جولات رفع لمعدلات الفائدة كان آخرها خلال شهر يوليو الحالي والتي رفع فيها معدلات الفائدة بـ(75) نقطة أساس لتصل إلى نطاق (3% – 3.25%).
فالفدرالي الأمريكي استشعر وجود التضخم في الاقتصاد وتوقع استمراره لفترة زمنية طويلة فاتخذ إجراء نقدي للسيطرة عليه من خلال رفع متتالي لأسعار الفائدة.
مخاطر رفع أسعار الفائدة؟
على الرغم من أن رفع أسعار الفائدة له مزايا إيجابية في تخفيض التضخم إلا أنه في الوقت نفسه قد يتسبب بمشكلات اقتصادية إذا ما استمر العمل به لفترات طويلة.
فالاستمرار في رفع معدلات الفائدة من قبل البنوك المركزية قد يحبط النشاط الاقتصادي ويخفض من فرص العمل ويزيد البطالة على المستوى الكلي.
والسبب أن تجميد السيولة في السوق وما يؤديه من ضغط على الطلب الكلي قد يتسبب في تراجع إنتاج الشركات وتراجع إيراداتها وربما تضطر الشركات على المدى الطويل أن تخفض من عدد موظفيها أيضاً.
كما أن تقليص الإنفاق الكلي قد يؤدي إلى تراجع عمليات الاستيراد وبالتالي تضرر جزء من الشركات العاملة في مجال التجارة الخارجية.
ما هي نقطة الأساس؟
كثيراً ما نسمع أن البنوك المركزية قامت بتخفيض أو رفع معدلات الفائدة بـ(25) نقطة أساس أو بـ(75) مثلاً، فما هي نقطة الأساس تلك؟
نقطة الأساس هي وحدة لقياس معدلات الفائدة المصرفية وتستخدم لحساب التغيرات فيها، ويعتبر كل (100) نقطة أساس يقابله (1%) في سعر الفائدة.
فإذا كانت أسعار الفائدة تساوي (7%) مثلاً ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة (20) نقطة أساس فهذا معناه أنه رفع سعر الفائدة بمقدار (0.2%) وبالتالي أصبح سعر الفائدة الجديد (7.2%).
وبالتالي فإن أسعار الفائدة هي سلاح ذو حدين بيد البنوك المركزية ولا يجب استخدامه إلا بعد التأكد من حاجة الاقتصاد الفعلية له.