هاشتاغ _ نور قاسم
كشفت الكاتبة والمخرجة السورية لوتس مسعود في حديث خاص لـ”هاشتاغ” عن تفاصيل فيلم “الخروج إلى الداخل” الذي تم الانتهاء من تصويره مؤخرا، وسيعرَض خلال “مهرجان سينما الشباب” بعد انتهاء عمليات المونتاج، كما تحدثت عن مشاريعها ودور والدها النجم غسان مسعود في مسيرتها الإخراجية.
وقالت مسعود إن اسم بطل العمل هو “آرام” شاب في منتصف الثلاثينات خرج من المصحة النفسية ببداية الفيلم إلى مكان أكثر قسوة، وفيه كم من اللامنطقية والعبثية التي كان يتوقع بطلها وجودها داخل المصح وليس خارجه، واصفةً الحالة بأنه خروج إلى داخل المأساة الكُبرى.
اصطدام بالواقع
ولفتت مسعود إلى أن الشخصية تصطدم بواقع فيه تغييرات كبيرة على مستوى السلوك والحالة والظرف وربما تثير لدى المتلقي تساؤل كيف استطاع أن يقوم بذلك وبهذا المكان، وكيف يتحدث الآن بهذه الطريقة!.
وأوضحت أنه عندما يعي المشاهد حالة ورسالة الفيلم سوف تتكون الإجابات على كل هذه التساؤلات حينها.
وأما الشخصيات التي يصطدم بها بطل العمل فتصفها الخرجة الشابة بأنها “حالات” أكثر من كونها شخصيات، فهم يجسدون تغييرات موجودة على مستوى السلوكيات والأخلاق والمواضيع الأساسية التي كان التعاطي فيها بشكل طبيعي سابقاً، في حين أنه بمرحلة ما بعد الحرب أصبح التعاطي فيها عبثي نتيجة التأثير على الكثير من الجوانب سواء كانت مُلاحَظة أو غير مُلاحَظة.
مرهون بالزمن
وحول ما إذا كان فيلمها الجديد سيحقق نجاحا كما سابقه، قالت المخرجة والكاتبة لوتس مسعود ل”هاشتاغ” إن الخوف دائماً موجود لدى كل المخرجين مهما راكموا من خبرة “من الصعب أن يتكوَّن اليقين بالنجاح من عدمه مسبقاً، فالمخرج يقوم بما يُمليه عليه عمله على كافة الأصعدة ويبذل قصارى جهوده، ليأتي فيما بعد دور المتلقي وكيفية استقباله للمادة المقدَّمة له، وهل يمكن أن يشاهدها بذات الطريقة التي صُنِع فيها الفيلم؟”
وأضافت:هذا ما يطمَح إليه المخرج، بتلقي المشاهِد للمادة بذات الروح التي يحاول المخرج إيصالها، لافتةً إلى أنه في حال عدم وصول المادة إلى المتابِع كما يجب فهنا تكمن المشكلة، وربما الأمر مرهون بالزمن، ففي هذه المرحلة قد لا يستهوي الجمهور هذا النمط من الأفلام، وهذا ليس بالضرورة فشله، وفي ذات الوقت يمكن أن يكون صانِع الفيلم لم يقدم المادة بالطريقة التي تستحق الإعجاب والإشادة من الجمهور.
ولفتت مسعود إلى أنه وفي حال عدم نجاح الفيلم فستشعر بالضيق لعدم مقدرتها على إيصال ما كانت ترغب إيصاله إلى المشاهد، وستعتبره بمثابة الحافز للعمل بشكل أكبر وتعميق المعرفة السينمائية.
مسؤولية
مسعود أشارت إلى أن فيلمها الأول الذي حصلت من خلاله على جائزتين خلال المهرجان الذي أُقيم في “براغ”، حمَّلها مسؤولية وحافز أكبر للتعامل بجدية أعمق مع نص “الخروج إلى الداخل” سواء على مستوى النص أو التنفيذ أو الإخراج، وخاصةً مع تكوّن معرفة أكبر بتقنيات الإخراج وتوسيع الاطلاع على الثقافة السينمائية خلال فترة العامَين الذين أعقبا تجربتها الإخراجية الأولى.
سيف ذو حدين
وعن كَون النجم السوري غسان مسعود والدها وكيف ساعدها للوصول إلى ما هي عليه في فترة قياسية؟، بيَّنت لوتس أن والدها ساعدها كثيراً من ناحية خبرته المتراكمة، وأما السرعة في الوصول إلى ما هي عليه الآن فوصفته مسعود بالسيف ذي الحدين، واعتبرت أنها محظوظة لأن والدها قدم لها فرصة ثمينة لتتقدَّم أمام الناس في مسرح الحمرا كبداية، ولاسيما أن كل العاشقين للكتابة المسرحية يحلمون بكتابة نص مسرحي يُعرَض على خشبة “الحمرا” مع ممثلين مميزين ومن إخراج غسان مسعود.
مشيرةً إلى وجود موهوبين يستحقون مثل هذه الفرصة أيضاً ولكن الظروف المحيطة لم تسنَح لهم بها.
وأردفت مسعود “إن هذا الأمر وضعني أمام مسؤولية كبيرة في سنٍّ مبكرة، فعندما كنت بعمر 22 عاماً أنجزت أول مسرحية وهي مسؤولية كبيرة جداً لتقديم منجَز فني ثقافي من خلال نص مسرحي لجمهور كبير وذكي جداً سواء من الناس أو الصحفيين أو النقاد ويمكن لهم المحاكَمة على الكثير من الأمور وكأنها التجربة العاشرة وليست الأولى في المسرح !”.
ولفتت مسعود إلى أنه في النهاية الناس هي التي ستحكم إذا ما كانت جديرةً بهذه الفرصة من عدمها .
مشروع كتابة للدراما
وعن وجود فكرة كتابة وإخراج للدراما التلفزيونية ، بيّنت مسعود أنه من الناحية الكتابية يوجد مشروع للدراما التلفزيونية، أما الخوض في مجال الإخراج الدرامي فاعتبرته أمر مبكر جداً ، مشيرةً إلى ضرورة تراكم المعرفة الإخراجية لديها، فإخراج فيلمين قصيرين لا يكفيان للدخول إلى مرحلة الإخراج الدرامي، وخاصةً أنه يوجد تجارب سابقة لمبدعين إخراجياً في الدراما إلا أنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء مميز على صعيد الإخراج السينمائي والعكس صحيح أيضاً، فكل جانب له أدواته وأسلوبه وطريقته التي تميزه عن الآخر والتمكّن من الجانبين بمثابة إنجاز كبير .
http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
تجدر الإشارة إلى أن لوتس مسعود هي ابنة نجم الدراما السورية الكبير غسان مسعود، وبدايتها كانت مع المسرح بكتابة نصين “كأنو مسرح” و “هوى غربي” .
وكانت تجربتها الأولى في كتابة وإخراج فيلم قصير خلال عام 2020 بعنوان “أول يوم” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما و حصد جائزتي أفضل فيلم قصير وأفضل إخراج في مهرجان “براغ” السينمائي الدولي المستقل، وحينها كان الفيلم العربي الوحيد الذي حصد هذه الجوائز.