باستثمارات قيمتها تريلون ريال…هل تتحول السعودية إلى مركز لوجستي إقليمي وعالمي؟

تسعى الحكومة السعودية لتحويل الشرق الأوسط إلى مركز للنقل والخدمات اللوجستية، لبناء نظام إقليمي متعدد المحاور يعزز سلاسل الإمداد العالمية، وتعتبر إقليمية سلاسل الإمداد الأكثر أهمية بالنسبة للسعودية في المنطقة، وتنظر السعودية إلى أن موقع منطقة الشرق الأوسط يؤهلها للعب دور مركزي في هذا المجال وبأنها ستعمل على بناء مركزنا اللوجستي الإقليمي الخاص بها وأنها في طور إنشائه بالفعل وأنها ولن تبدأ من الصفر.

استثمار تريلون دولار

تمضي الحكومة السعودية نحو تحقيق هدفها بالتحول إلى مركز لوجستي عالمي بحلول عام 2030، حيث تستهدف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقتها في منتصف 2021 استثمار أكثر من تريليون ريال حتى نهاية العقد، تم بالفعل إنفاق نحو 200 مليار ريال منها.

وتعمل السعودية حالياً على الانتهاء من تصميم مشروع لربط العاصمة الرياض بمدينة جدة وموانئ البحر الأحمر عبر خط للسكك الحديدية، حيث يتضمن المشروع تمديد خطوط القطارات لمسافة تزيد عن ألف كيلومتر.

كما يهدف المشروع إلى ربط كافة دول الخليج العربي بالبحر الأحمر، حيث تمتد السكك الحديدية بالفعل من الرياض شرقاً إلى موانئ الخليج. وبعد إتمام المشروع يكتمل الربط البري بالقطارات الذي يتفادى أي اضطرابات مستقبلية للشحن البحري عبر باب المندب.

المخطط العام للمراكز اللوجستية

أطلقت الحكومة السعودية عام 2023 المخطط العام للمراكز اللوجستية”، والذي يضم 59 مركزاً بإجمالي مساحة تتجاوز 100 مليون متر مربع، ومن المقرر أن تكتمل بحلول عام 2030.

ويستهدف المخطط تطوير الربط المحلي والإقليمي والدولي لشبكات التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، كونها تمتاز بموقعها الجغرافي الذي يربط ثلاثاً من أهم قارات العالم، وهي آسيا، وأوروبا، وأفريقيا.

تطوير البنية الإقليمية

من الملاحظ أنه في حال تم جمع البنية الأساسية في الإمارات مع تلك الموجودة في السعودية، وعُمان والكويت وقطر، فإن أغلب بلدان الخليج إن لم يكن كلها، قد بنت بنية تحتية ضخمة للموانئ؛ لذا فإن ربط هذه البلدان ببعضها البعض، يشكل قفزة هائلة في الاتصال ستساعد العالم أجمع