Site icon هاشتاغ

بعد سقوط نظام الأسد.. هل سيعود اللاجئون السوريون؟

لوس أنجلوس تايمز: بعد سقوط نظام الأسد.. هل سيعود اللاجئون السوريون؟

لوس أنجلوس تايمز: بعد سقوط نظام الأسد.. هل سيعود اللاجئون السوريون؟

هاشتاغ | ترجمة: حسام محمد

مع توجه تركيا والنمسا والدنمارك وبلغاريا لمناقشة خطط إعادة اللاجئين السوريين وتجميد دول أخرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا وبلجيكا والسويد واليونان، طلبات اللجوء من سوريا، هل يمكن لستة ملايين شخص أصبحوا لاجئين خلال الحرب التي استمرت 14 عاما العودة إلى ديارهم الآن؟.

دراسة لمؤسسة “راند” البحثية الأميركية، تشير إلى أنه بالرغم من تغير المشهد السياسي بشكل كبير، إلا أن العديد من العوامل تعمل ضد العودة الجماعية للاجئين إلى سوريا.

وتكشف الدراسة، أنه منذ بدء تقدم المعارضة المسلحة التي أطاحت بنظام بشار الأسد في سوريا، عاد حوالي 125 ألف لاجئ، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. لكن 100 ألف فروا خوفا من النظام الجديد.

وبحسب الدراسة، التي نشرتها صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية، فإن الإطاحة ببشار الأسد لا يعني أن سوريا تتمتع بالسلام. مشيرة إلى أن اتفاقية اللاجئين لعام 1951، تؤكد مبدأ عدم الإعادة القسرية، أي أنه لا يمكن إعادة اللاجئين ضد إرادتهم إلى منطقة حرب، لذلك، فإن الدول المضيفة التي ترحل اللاجئين السوريين تنتهك القانون الدولي.

عوامل العودة

أما بالنسبة للاجئين العائدين طواعية، فقد وجدت الدراسة أن مجموعة من أربعة عوامل تشكل قراراتهم: الظروف في بلدانهم الأصلية، والظروف في البلدان المضيفة، والتفضيلات الفردية، والمشاركة الدولية.

ووفقا للدراسة، “ففي الوقت الحالي، لا تؤدي هذه العوامل إلى اختيار عدد كبير من السوريين العودة، حيث لا تزال الظروف داخل سوريا غير مستقرة. ولا تزال الجماعة التي أطاحت بالنظام، (هيئة تحرير الشام)، مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى”.

وتضيف: “على الرغم من تخفيف بعض العقوبات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، إلا أن تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى سوريا لا يزال مقيدا”.

وتشير الدراسة إلى أن “الجماعة التي كانت تحكم جزءا من البلاد، تشرف الآن على مساحة أكبر بكثير من الأراضي بالإضافة إلى العديد من المجتمعات العرقية والدينية، وكثير منهم لا يثقون بها ويخشون نواياها”.

كما بيّنت أن التهديدات العسكرية الخارجية تزيد من عدم الاستقرار العام، فبعد أن سيطرت “هيئة تحرير الشام” في كانون الأول/ديسمبر، حشدت تركيا، التي طالما كانت غير واثقة من القوات التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على شمال شرق سوريا، قواتها على الحدود وهددت بالتوغل. كما شنت إسرائيل 480 غارة جوية مستهدفة البنية التحتية العسكرية وغيرها من البنية التحتية السورية. بالإضافة إلى الغارات الجوية الاستباقية التي نفذتها الولايات المتحدة بزعم ردع إعادة بناء قدرات “تنظيم الدولة الإسلامية” و”القاعدة”.

كما أشارت الدراسة إلى أن العديد من اللاجئين السوريين لن يكون لديهم منزل أو وظيفة للعودة إليها، موضحة: “لقد تدهورت البنية التحتية في سوريا لدرجة أن الخدمات الأساسية غير كافية بشكل مؤسف لأولئك الذين هم هناك الآن”.

كذلك، أشارت الدراسة إلى أن نظام التعليم في حالة يرثى لها، حيث لا يذهب 2.4 مليون طفل إلى الفصول الدراسية وتضررت البنية التحتية للمدارس بشدة. كذلك أكثر من نصف مستشفيات سوريا تعمل بكامل طاقتها.

وتابعت: بالإضافة إلى اللاجئين خارج البلاد، هناك أكثر من 7 ملايين سوري نازح داخليا، مشيرة إلى أن اللاجئون سيأخذون هذه الظروف في الاعتبار عندما يقررون العودة.

وتكشف الدراسة أن الظروف في البلدان المضيفة تختلف بشكل كبير، فقد أصبح البعض يعتمد على القوى العاملة السورية، وقد اندمج العديد من السوريين بشكل جيد في مجتمعاتهم الجديدة.

وفي تركيا وألمانيا والأردن ومصر، يشغل اللاجئون السوريون وظائف في صناعات رئيسية، على سبيل المثال، قد يؤدي الرحيل المفاجئ للعمال السوريين في ألمانيا إلى تفاقم نقص العمالة الحالي في قطاعات الضيافة والرعاية الصحية والبناء.

كما تؤثر العوامل الفردية مثل العمر والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي على قرارات العودة، حيث لا يرغب العديد من اللاجئين السوريين في العودة إلى مكان التجارب المؤلمة، وحوالي نصفهم من الأطفال الذين ربما قضوا معظم حياتهم في مكان آخر. ستكون الفرص التعليمية والوظيفية محدودة للغاية للشباب في سوريا.

وتوصلت الدراسة إلى أن عودة اللاجئين تكون أكثر استدامة عندما يعمل المجتمع الدولي بنشاط على تعزيز الاستقرار والمصالحة وإعادة الإعمار، مشيرة إلى أن اللاعبين الدوليين الرئيسيين يتخذون نهج الانتظار والترقب مع “هيئة تحرير الشام” وسوريا، مع استمرارهم في تقييد المساعدات والاستثمار والتجارة في الوقت الحالي.

وتختتم الدراسة بتوجيه نصيح للمجتمع الدولي بضرورة التوقف عن مناقشة عودة اللاجئيين إلى الوطن وأن يعطي الأولوية لاستقرار سوريا لأولئك الذين هم هناك بالفعل.

المصدر: صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية

Exit mobile version