كشف ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، يوم الخميس، تفاصيل جديدة حول التمرد الذي نفذته قوات “فاغنر” العسكرية الخاصة ضد السلطات الروسية الشهر الماضي.
وتجنب الرئيس بيلاروسيا، البالغ من العمر 68 عاماً، التحدث عن الدافع وراء التمرد.
وقال إن “الوضع كان خطيراً للغاية في ذروته لدرجة أن قوات خاصة من بيلاروسيا كانت على أهبة الاستعداد للتوجه للمساعدة في الدفاع عن موسكوً.
وأضاف لوكاشينكو: “نحن، بوتين ولوكاشينكو، سمحنا بخروج الوضع عن السيطرة. أعتقدنا أن كل الأمور ستمضي في الاتجاه الصحيح بشكل تلقائي لكن هذا لم يحدث”.
واستطرد قائلاً إنه أخبر بريغوجن بأنه سيدافع عن موسكو مع بوتين، مضيفاً أن “الرئيس الروسي يعرف بريغوجن منذ 30 عاماً.. وإن من أسس (فاغنر) هو جهاز المخابرات العسكرية الروسي (جي.آر.يو)”.
وأوضح أن مسألة نقل وحدات “فاغنر” إلى بيلاروسيا تتوقف على قرارات الكرملين وفاغنر.. مؤكداً أنه تحدث إلى بريغوجن عبر الهاتف، الأربعاء. وقال إن “بوتين يفي بوعده”.
وأكد أن بريغوجن يعتزم مواصلة العمل مع “فاغنر” لصالح روسيا، وأشار إلى أن “قوات المجموعة العسكرية الخاصة يمكن أن تكفّر عن خطاياها من خلال القتال في أصعب المناطق على الجبهة الأوكرانية”.
ما مستقبل فاغنر؟
وأثار إعلان رئيس بيلاروسيا عن عودة قائد “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، إلى بطرسبرغ الروسية، العديد من التساؤلات بشأن مستقبل المجموعة خلال الفترة المقبلة.
ويرى كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، والمقيم في موسكو، أوليغ إغناتوف، أن هناك الكثير من الغموض يكتنف موقف مجموعة “فاغنر” وقائدها حتى الآن، وفقاً لما نقله موقع “سكاي نيوز عربية”.
وقال “إغناتوف” إنه “حتى الآن لا نعرف بالضبط ما حدث، ولماذا توقف بريغوجين وبعد ذلك عقد صفقة”.
وأوضح أن هناك نظرية مفادها أنه جرى ممارسة الكثير من الضغوط ضد بريغوجين.. إذ أن الكثير من الشائعات جرى تداولها في موسكو بأن أسرته وأسر أفراد آخرين من مجموعته قد احتجزوا كرهائن لكنها “تبقى شائعات ولم يتم التحقق منها بعد”.
وأشار إلى أن هناك الكثير من المخاوف من تكرار تلك الأزمة مجدداً “إذا فشل بوتين في تغيير أي شيء”.. وبالتالي فمن المتوقع أن تصدر بعض القرارات فيما يخص الشركات الأمنية أو العسكرية وفي القلب منها “فاغنر”.
من جانبه، أشار الخبير المختص في الشأن الروسي، نبيل رشوان إلى أن مستقبل فاغنر في روسيا سيتحدد خلال الأسابيع القادمة مع استقرار موضع بريغوجين.. إذ أن الوضع الراهن به نوع من التضارب الكبير بشأن المعلومات الخاصة بفاغنر وقائدها.
وأكد أنه لا يمكن الجزم حالياً بمصير “فاغنر” سواء داخل روسيا أو خارج حدودها في أفريقيا الوسطى على سبيل المثال.
وأوضح أنه من المؤكد حتى الآن أن هناك معسكر تم إعداده بشكل خاص لمجموعة “فاغنر”.
وأشار رشوان إلى أن هناك جانب من القوات غاضبون من الصفقة التي أبرمها بريغوجين لوقف التمرد.
وبيّن رشوان أن الحرب في أوكرانيا ستوضع في الاعتبار إزاء تحديد مصير “فاغنر”.