هاشتاغ- ريم صالح
إحياءً لإرث سوري قديم، واحتفالاً بقدوم رأس السنة حسب التقويم الشرقي “بفارق 13 يوم عن التقويم الغربي”، تحتفل بعض المناطق في أرياف الساحل السوري، بما يسمى “عيد القوزلة” في 13 كانون الثاني.
معنى “القوزلة”
تأتي كلمة “قوزلة”، بحسب الأستاذ حيدر نعيسة الباحث في التراث الشعبي في اللاذقية، من فعل “قزل” أي أشعل النار، ويقول في حديثه لهاشتاغ، لا تزال كلمة “القزلة” متداولة باللهجة العامية، بمعنى النار المشتعلة أو الملتهبة.
تعني كلمة “قوزلة” في اللغة الآرامية نهاية الشيء وبداية شيء آخر، بينما تعني كلمة “قوزلو” باللغة الآشورية إشعال النار.. في حين يفسر كبار السن كلمة “قوزلة” ب “القوة والأزلية”.
طقوس العيد
يستمر الاحتفال بعيد القوزلة 3 أيام، وبحسب نعيسة، كان الاحتفال منذ ستين عاماً وأكثر يستمر 7 أيام بين القوزلة وعيد الغطاس أو “القداس”. أي من 31 كانون الأول حتى 6 كانون الثاني حسب التقويم الشرقي. وتناول المثل الشعبي ذلك ب”بين القوزلة والقداس بيت الفلاح ما بينداس”، كناية عن كثرة الضيوف وأشكال الفرح والمعايدات.
وفي تفاصيل الاحتفال بعيد القوزلة يضيف نعيسة، في اليوم الأول تتم الجمهرة في ساحات القرى وتكديس أكوام من الحطب المسمى “الحمو”.
ويكمل نعيسة، يتم إشعال النار لحظة غطس الشمس الظاهري في البحر عند الغروب تماماً، معلنة بدء عام ميلادي جديد.. ويرافق ذلك معايدات بين الناس بالقول، “عيد مبارك عليك”.
مأكولات شعبية
كما يتم ذبح الذبائح، وصنع العديد من المأكولات الشعبية المصنوع عدد منها بشكل أساسي من مادة “البرغل”.. ومنها، “الكبيبات بسلق، الكبة، البرغل بحمص، بالإضافة إلى خبز التنور المبلل بالزيت، القروص، الفطائر، الزلابياء وغيرها”.
ويتابع نعيسة، في اليوم الثاني تتم زيارة المقابر، ومن ثم معايدة كبار الأعيان في القرية.. بالإضافة إلى زيارة المرضى وكبار السن.
وتستمر مظاهر الأفراح خلال الأيام الثلاثة، حيث تقام الدبكات الشعبية على وقع الطبل والزمر، وكذلك، مختلف أنواع الاحتفالات.
هي أيام للفرح، بحسب ما يصف نعيسة، كانت قديماً تعتبر مناسبة اجتماعية تقضى فيها الإجازات السنوية، وتتم فيها المصالحات بين المتخاصمين.