الثلاثاء, مارس 11, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارماذا دفعت الإدارة السورية الجديدة لقاء معلومات أمريكا الاستخبارية؟

ماذا دفعت الإدارة السورية الجديدة لقاء معلومات أمريكا الاستخبارية؟

قدمت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية سرية، تتعلق بتنظيم “داعش” إلى قادة سوريا الجدد، ولقاء هذه المساعدة، رأى خبراء أن الإدارة السورية الجديدة دفعت ثمنا لذلك التعاون الذي قدمته لها واشنطن.

وأكد خبراء استراتيجيون ومختصون في العلاقات الدولية، أن عملية تبادل المعلومات الاستخباراتية التي تمت مؤخرا بين واشنطن والإدارة السورية المؤقتة بقيادة أحمد الشرع والتي كشفت عنها صحيفة “واشنطن بوست”، تخضع لاعتبارات، منها وضع الأخير تحت الاختبار في ملفات كعلاقته بالتنظيمات المتشددة، ومدى قدرته على القيام بالوعود التي قطعها، وهي حتى الآن أقوال دون أفعال.

وأشار الخبراء إلى أن إعطاء معلومات من جانب أجهزة استخبارات أمريكية لـالشرع يخضع من ناحية، للرغبة في الحصول على معلومات من سلطة دمشق، لا توفرها دول أوروبية وغربية بعد أن باتت سوريا ساحة منافسة حذرة، وسقطت الثقة المتبادلة بين أجهزة بعض تلك الدول المتعاملة على الأرض هناك، وفقا لما نقله “إرم نيوز”.

وقالت الصحيفة أمس، إن الولايات المتحدة الأمريكية شاركت معلومات استخباراتية سرية تتعلق بتنظيم “داعش” مع قادة سوريا  الجدد، ورأت الصحيفة أن القناة الخلفية للاستخبارات الأمريكية مع “هيئة تحرير الشام”، التي أطاحت بنظام الأسد تعكس قلق الولايات المتحدة المتزايد من احتمال عودة تنظيم “داعش” إلى الظهور مع محاولة قادة سوريا الجدد تعزيز سيطرتهم.

وساعدت مؤخرا المخابرات الأمريكية في إحباط مؤامرة لتنظيم “داعش” لمهاجمة مزار ديني خارج دمشق في وقت سابق من هذا الشهر، وفقا لمسؤولين أمريكيين.

ويقدم الخبير في العلاقات الدولية، محمد رجائي بركات، عدة نقاط يستند عليها هذا التبادل المعلوماتي في حال حدوثه، بين الإدارة الجديدة وأجهزة واشنطن، في صدارتها حصول أجهزة استخبارات أمريكية على أكبر قدر من المعلومات من الشرع حول الفصائل المتعاونة معه، حيث هناك أكثر من 34 ميليشيا داخل هيئة “تحرير الشام”.

وتريد هذه الأجهزة الوقوف على كل ما يخص هذه التشكيلات وإمكانية استخدامها أيضا، وفي الوقت نفسه، الوصول لمن لهم علاقة مع بعض الأطراف التي لا تتفق معهم الولايات المتحدة.

وأوضح بركات، أن من ضمن هذه النقاط، تحقيق واشنطن منفعة مزدوجة لصالحها في صورة أنها تحصل على معلومات جديدة من الشرع مقابل أخرى تقدمها له وتدفعه بها بشكل غير مباشر، للقضاء على أطراف تريد الولايات المتحدة التخلص منها في سوريا بعد إتمام هذه الجهات مهامها أو خروجها عن السيطرة.

وبيّن بركات أن إعطاء معلومات من جانب أجهزة استخبارات أمريكية لـ الشرع يخضع أيضا من ناحية، لحصولها على معلومات من  دمشق، لا تتيحها أو تخفيها عنها أجهزة دول أوروبية وغربية بعد أن باتت سوريا ساحة منافسة حذرة، وسقطت الثقة المتبادلة بين أجهزة بعض تلك الدول المتعاملة على الأرض هناك، ومن جهة أخرى، أن بعض الأجهزة الأمريكية نفسها، تدخل في هذا التعاون في مواجهة مع أجهزة أمريكية أخرى، في ظل تنافس مؤسسات الدولة العميقة الواحدة “الولايات المتحدة”.

ويضيف بركات أن هذا التعامل المنطلق من أجل تيسير مهام وعمل أجهزة أمريكية في سوريا ونواحي ذات صلة بالأزمة هناك،  لا يعني الانفتاح في التعاون أو ثقة أمريكية بالشرع بعد أن خصصت واشنطن طيلة السنوات الأخيرة، جائزة الـ 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات بشأنه، أن تثق فيه بشكل تام، هذه المعلومات مسيطر عليها، مقابل الحصول منه، من جهة أخرى، على معلومات حول فصائل وشخصيات تعاون معها في مشواره خلال الأشهر الأخيرة، وتريد الأجهزة الأمريكية الوقوف عليها.

اختبارات

من جهته، يرى الخبير الاستراتيجي، راغب رمالي، أن الشرع يحاول بجهد كبير أن يحصل على ثقة الولايات المتحدة، ويقدم نفسه على أنه قادر على أن يكون رجل المرحلة القادمة، ويسوق أمام الغرب في إطار القدرة على تأسيس دولة لا تسمح بوجود شكل من أشكال التطرف الديني، لذلك كان العمل من هيئة “تحرير الشام” عبر هذه المعلومات، تجاه تنظيم “داعش”.

وأضاف رمالي أن واشنطن تبحث من خلال ذلك، وضع الشرع تحت الاختبار في  مدى القدرة على التعامل مع هذه الجماعات بشكل حقيقي في ظل ما يدور حول علاقاته بهذا التنظيم وهو ما جاء بوضعه على قوائم الإرهاب الأمريكية التي ما زال مدرجا عليها، وأيضا حجم الثقة في قيامه بوعوده التي أكد على تنفيذها بالمرحلة الانتقالية.

وأشار رمالي بأن الشرع سيتمسك بهذه الفرصة، والدفع باعتماد واشنطن لهذا التعاون، وسط ما يعمل عليه من رسائل يقدمها بأنه يلتزم بمسار الاعتدال وأنه يعمل ضمن بناء المؤسسات وإنهاء المرحلة الانتقالية و أطر حماية الأقليات وكافة المكونات السورية وألا تشكل سوريا خطرا على المنظومة الدولية وإسرائيل أيضا.

وذكر رمالي أن هذه المعلومات هي جانب من إخضاع الشرع لاختبارات ثقة وتعاون عدة، وكيفية تعامله، لاسيما أن هذه الجهات التي حصل على معلومات بشأنها من واشنطن، له علاقات سابقة معها، وفق قوله.

وكشف رمالي “هنا تريد واشنطن الوقوف على مدى تغير قائد الإدارة السورية بشكل حقيقي عن الصورة السابقة من جهة، ومن جهة أخرى، كيفية القيام بالوعود التي قطعها، وهي حتى الآن أقوال دون أفعال”.

مقالات ذات صلة