Site icon هاشتاغ

ماذا وراء حملة التطهير العرقي في غزة؟

ماذا وراء حملة التطهير العرقي في غزة؟

ماذا وراء حملة التطهير العرقي في غزة؟

هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد

كان لافتاً خلال الأسبوع الماضي أن يحتشد مئات المستوطنين الإسرائيليين بمشاركة وزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن غفير ومعه العديد من أعضاء الكنيست على مشارف قطاع غزة المدمر حيث ماتزال آلة القتل الإسرائيلية تفتك بأجساد الفلسطينيين وتدمر الأحياء في عملية تطهير عرقي واضحة للعيان.

الفعالية التي نظمتها منظمة “ناهالا” كبرى مؤسسات الاستيطان الإسرائيلية بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تهدف بشكل أساسي لحشد حملات التأييد للمطالبة بإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات فيه بعد طرد الفلسطينيين من أرضهم وإحلال المستوطنين الإسرائيليين مكانهم.

بحسب “واشنطن بوست” فإن التجمع هو جزء مما يطلق عليه “خطة الجنرالات” التي يعمل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذها في القطاع، بالرغم من إنكاره تبنيها، والتي تقوم على فرض “الاستسلام عبر التجويع” وإجبار أهالي قطاع غزة على إخلاء منازلهم ومناطقهم من خلال حرمانهم من الطعام وزيادة شدة القصف عليهم وتدمير القطاع بالكامل وإعادة بناء المستوطنات فيه وإسكان المستوطنين بدلاً من سكانه الفلسطينيين.

مشاركة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف بن غفير وقوله في التجمع “يمكننا تجديد المستوطنات في غزة”، وتأكيده أنه سيعمل على “نقل الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة إلى خارج المنطقة وإعادة المستوطنين اليهود”، ليست سوى تجسيد للهدف الحقيقي من عملية التدمير وحرب الإبادة والتهجير المتواصلة تمهيداً “لليوم التالي” بعد وقف الحرب وهي إفراغ القطاع من أصحاب الأرض وإحلال المستوطنين مكانهم.

لقد دمرت “إسرائيل” قطاع غزة على مدى عام من القصف الوحشي المتواصل، وقتلت أكثر من 42 ألف فلسطيني بينهم آلاف النساء والأطفال، وأجبرت نحو 2 مليون فلسطيني على النزوح عدة مرات داخل القطاع مع استمرار الكارثة الإنسانية جراء الحصار وغياب الخدمات الصحية وانعدام الغذاء، والهدف واحد هو فرض الاستسلام على الفلسطينيين ودفعهم لمغادرة أرضهم.

رئيسة منظمة الاستيطان، دانييلا فايس، قالت في التجمع: “في أقل من عام، سترى اليهود يأتون إلى غزة والعرب يختفون”.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن “رمزية التجمع” الذي أقيم على مرمى حجر من قطاع غزة في منطقة عسكرية مغلقة مدعوماً بكتيبة من الوزراء وأعضاء الكنيست وسط إجراءات أمنية عالية المستوى لن تخفى على أحد، وهي بمثابة تصريح عن خطة نتنياهو التي يعمل على تطبيقها في القطاع خصوصاً مع صدور تصريحات من الحاخام دوفيد فيندل خلال التجمع “غدًا، سنبني مساكننا الدائمة على الجانب الآخر من الحدود (يقصد قطاع غزة)”.

من جانبها كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن بدء  سلطات الاحتلال الإسرائيلية حملة تسجيل أسماء العائلات الإسرائيلية الراغبة في الاستيطان في القطاع وأنه تم حتى اليوم تسجيل نحو 700 عائلة للاستيطان في المستوطنات المراد إقامتها في القطاع.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية لخّصت مضمون خطة نتنياهو لمستقبل قطاع غزة بالقول “إن نتنياهو يسير وفق سياسة خاصة واضحة له وهو يطبقها على أرض الواقع بدون إعلان رسمي” بالرغم من أنه يصدر تصريحات متناقضة باللغتين العبرية والإنكليزية، “لكن الواقع لايكذب”.

وتضيف الصحيفة أنه وفق سياسة الغموض التي يتبعها نتنياهو “ضمّ ببطء شديد وبحكم الأمر الواقع أجزاء كبيرة من الضفة الغربية” بدون إصدار قرارات أو تشريعات تثير الضجة وهذا ما يفعله في قطاع غزة اليوم.

وبحسب الصحيفة فإن نتنياهو يقوم باحتلال مساحات واسعة من قطاع غزة وطرد السكان منها وتدمير المنازل وإعادة بناء شوارع جديدة ومواقع عسكرية وبنى تحتية على المدى البعيد، وأن الخطة تقضي أولاً بنقل السلطة المدنية لشركة مقاولات إسرائيلية-أمريكية خاصة (GDC) وهي شركة شبيهة بشركات المرتزقة التي عملت في أفغانستان والعراق، لتنقل بعد ذلك السلطة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.

Exit mobile version