هاشتاغ – زياد شعبو
كرة القدم مقياس حضاري في المجتمع، فبقدر ما تقترب من المثالية تلامس مجتمعا معاييره أكثر إيجابية على كل أصعدة الحياة اليومية التي يتفاعل فيها مع عمله أو مع عائلته أو مع الآخرين.
عندها تلعب كرة القدم بتنافسية وجودة عالية قائمة على الاجتهاد والعمل الخالص من النفاق والتحارب والمكائد ومصادرة الرأي والتقليل من الآخر والاستهزاء والنقد السلبي.
هل نتعلم بدل أن نقلد؟
ما سبق ليس مقدمة في خدمة النص بل هو حقيقة يلامسها المتابع الرياضي ويقارن فيها حاله بحال الآخرين.
نصفق للجمهور الياباني على عاداته في المدرجات حتى لو خرج خاسراً، بينما نعجز عن تطبيق هذا المثال لأننا على طبيعتنا وهم على طبيعتهم، ليس على المدرجات فقط؛ بل في الحياة العامة، في العمل والشارع والمقهى.. وفي المنزل…
أقرأ المزيد: ماذا عن صورة الأندية السورية في آسيا؟
نتابع بإهتمام استديوهات التحليل في محطات الرياضة العربية، ونستمتع بوجود نجوم سابقين في كرة القدم وطريقة طرح آرائهم بكل تناقضاتها بين مباراة وأخرى، بين نجم وآخر، بين جولة وأخرى، بين مدرب وآخر، من دون اي محاولة للنيل من بعضهم والتشويش السلبي والاستهزاء الفارغ على الآراء المطروحة رغم وجود إحصائيات واضحة للخبراء والمتابعين والجمهور، ورغم ذلك تختلف وجهات النظر.
لكننا بنفس الوقت لا نحتمل بعضنا البعض ولا نتقبل مجرد الاستماع على نفس المدرج مثلا وبين جمهور يشجع نفس النادي تجد عشرات الآراء المتباينة على أداء لاعبي فريقهم غالبا ما تنتهي بالشتائم والاستهزاء! رغم عدم وجود أي احصائيات واضحة ومعلنة.
أحلم بما يحلم به كل جيل !
لنتعلم أن نتقبل الرأي فيكون سعينا لخير كرة القدم السورية مستقبلا، ونتعلم من تجارب الآخرين؛ فالتجنيس لم ينفع الإمارات حتى الآن بالطريقة التي اعتمدوها بينما نجحت قطر في تنشئة جيل من المجنسين وعملت ببرامج متكامله لعب فيها أفراد المنتخب القطري مع بعضهم سنوات طويلة قبل أن تظهر نتائجه، وبلدان المغرب العربي استعانت بمغتربيها كمجموعة واحدة تلعب في دوريات أوربية غير متباينة فنيا ما صنع لها إنجازات.
أقرأ المزيد: دعوة لتأسيس رابطة لاعبي كرة القدم السورية
ليس من عاقل لا يرغب بضم اي لاعب سوري مغترب أثبت فعاليته الجماعية وتميزت إحصائياته الفردية، لكن السؤال دائما: هل هي الطريقة المضمونة لتحقيق إنجاز طال انتظاره في ظل تباين المستوى الفني الفردي والجماعي وإيجاد ايقاع لعب مستقر ومنافس.
أحلم ما حلم به كل جيل تابع أو مارس كرة القدم في سوريا. لاتبخسوا أحلام بعضكم لمجرد اختلاف الرأي.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام