الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبار"مال القبان".. أفكار مكررة يقابلها إخراج هادئ وجرأة وتنوع في الشخصيات

“مال القبان”.. أفكار مكررة يقابلها إخراج هادئ وجرأة وتنوع في الشخصيات

هاشتاغ- على المحمود
يتجه “مال القبّان” ليجسّد مقولة “الدّراما مرآة الواقع” فالعمل الذي كتبه علي وجيه ويامن الحجلي طَبعهُ واقعٌ مُعاشٌ شبيهٌ لما يقدمه المسلسل ، والذي يصوّر سوق الهال ويدخل في سراديب هذا المكان، الذي يصبح محطّ صراعٍ بين كبار التجّار واحتكارهم للخضار وتأثير ذلك في الناس تأثيراً أساسياً.
في البطولة يتصدّر بسام كوسا بصفة تاجرٍ دمشقي يغلب عليه الجشع والاحتكار بوضوح، إضافةً إلى نجاح سفكوني ويامن الحجلي وحلا رجب وختام اللحام.
وبدا جليّاً أن العمل كان بمنزلة عدسة توثق مواجع الناس والمجتمع، بتسليط الضوء على الحالة المعيشية وطرح قضايا عدة على رأسها النقص الحاصل في أطباء التخدير، إضافةً إلى مسارات تناقش أفكاراً مهمة كعدالة القضاء والتهريب وما يسمى “التنسيقيات” عبر خطوطٍ توازي الحكاية وتكمّلها بشكلٍ أو بآخر.
وبات واضحاً أن العمل الذي تولى دفّة إخراجه سيف السبيعي استطاع معالجة أفكار بدت وكأنها جريئة إلى حدٍّ ما، من ما قدمته الفنانة سلاف فواخرجي في شخصية “رغد” التي سلكت خطّاً صعباً فيه من الانفعالات والانعطافات ما يجعلها مختلفةً عن باقي الشخصيات في المسلسل نفسه.
ويتحدث الصحافي والناقد الفنيّ شارل عبد العزيز لـ “هاشتاغ” أن العمل يتقاطع مع “ولاد بديعة” في فكرة السوق والصراعات حوله وداخله بين شخصيات عدة كمحور أو انطلاقةٍ للعمل، ويضيف عبد العزيز: “هناك جهدٌ واضح في صناعة “مال القبّان” لجهة التنوع بالشخصيات”.
ويؤكد عبد العزيز وجود أفكار مكررة في العمل وكأن كتّابه كانوا على خشيةٍ من عدم عرض المسلسل كونه لقي تأجيلاً في العام السابق، لذلك لجؤوا للتكرار في بعض الطروحات التي أرادوا تسليط الضوء عليها تسليطاً رئيسياً.
ويوضح عبد العزيز أن النص يحمل نضجاً حقيقياً سيما الطريق التي تسلكها النجمة سلاف فواخرجي مع عائلتها التي تقاسمتها مع “نوارة” الشخصية التي قدمتها حلا رجب، إضافةً إلى مناقشة فكرة الخروج من الاعتقال وقيام أسرٍ جديدة على أنقاض سابقاتها من العائلات.
ولا يخفي الناقد الفنيّ طريقة المخرج سيف السبيعي التي وصفها “بالهادئة” والذي استطاع أن يقدّم اعتناءً بالتفاصيل التي أضفت لطافةً على المشاهد، بحسب وصف عبد العزيز.
ويرى عبد العزيز في حديثه مع “هاشتاغ” أن العمل تضمن اختيارات غير تقليدية أمثال “صفاء رقماني” التي غابت فترة عن الشاشة و “روبين عيسى” ودورها الذي أعطاها نمطاً مختلفاً وجديداً.
وانطلاقاً من هذه النقطة، يقدّم العمل “فتيات الليل” بوصفهن أشخاصاً لهم من الحسنات والسيئات كغيرهم، غير أنهن وعلى الرغم من مساعدة بعضهن بعض لم يمروا من دون عقاب.
ويشير عبد العزيز إلى مسار الممثل الشاب بلال مارتيني الذي يعطي انطباعاً عن الوسط الفنيّ وما تحكمه من علاقات وصولاً إلى كيفية الإنتاج الذي سبق وأن شاهده الجمهور في “ولاد بديعة“.
ويثني عبد العزيز في حديثه على الأداء، خصوصاً عند سلاف فواخرجي التي استطاعت أن تقدّر اللحظة الدّرامية في مشاهد ركضها في الشارع، غير أن بسّام كوسا كان له ما يشابه دوره بصفة تاجر من الطراز الرفيع، لكن خصوصية النص أرست أبعاداً جديدة له.
وكان “مال القبّان” قد أُدرج على قائمة أفضل الأعمال التي أنتجتها الدّراما السوريّة التي تعود بقوة الحضور والمنافسة في أعمال حصدت نجاحاً وانتشاراً على مستوى العالم العربي.
مقالات ذات صلة