اعتبرت السلطات الفرنسية أن القادة في لبنان ماضون في اضعافه وارتكاب جريمة بحق شعبه، في سلوكهم المتجاهل لحجم الخطر الذي بلغ مستوى أصبح من الصعب احتواؤه، وتبعاً لذلك فإنّ لبنان مقبل على ايام شديدة الصعوبة، واللبنانيون وحدهم من سيدفع الثمن الكبير.
وبحسب مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، فإنّ المستويات الفرنسية، وخصوصا تلك المعنية بالملف اللبناني باتت تتحدث بقلق بالغ اكثر من أي وقت مضى، على الوضع في لبنان، وتخشى من سيناريوهات مرعبة تتهدد لبنان، ما لم يبادر القادة فيه الى خطوات علاجية فائقة السرعة، لأن سقوط لبنان هذه المرة، قد يجد نفسه على النهوض من جديد، لا عبر تشكيل حكومة أو غير ذلك، لأنّ المصاعب هذه المرة ستكون اكبر بكثير من قدرة لبنان الضعيف على مداواتها. وتتشارك في هذا القلق مع المجموعة الاوروبية التي باتت تتّهم بصورة علنية وصريحة الجهات الحاكمة في لبنان بالشراكة في التدمير الممنهج للبنان.
ولكن اللافت في ما كشفته المصادر، هو أن ليس في جعبة الجهات الخارجية المعنية بلبنان، أيّ توجّه لتدخّل مباشر مع اللبنانيين، وذلك تبعاً للتجربة التي فشلها اللبنانيون، بإخلالهم بالتزاماتهم التي قطعوها بالتقيد بمندرجات المبادرة الفرنسية، والكلام الأخير الصادر بهذا المعنى عن الوزير لودريان، جاء بمثابة الاعتراف غير المباشر بفشل المبادرة الفرنسية، وأن كان الفرنسيون ما زالوا يقاربون المبادرة في العلن كفرصة للبنانيين لبناء حل وفق مندرجاتها. وهو ما تؤكد عليه الديبلوماسية الفرنسية في لبنان عبر الحركة التي تقوم بها السفيرة في لبنان آن غريو مع المسؤولين اللبنانيين، وآخرهم بالامس مع الرئيس المكلف سعد الحريري.
ويجمع عدد من المراقبين أن تفلّت الدولار في جزء منه يعود الى انسداد افق تشكيل الحكومة وبالتالي فقدان أي ثقة بالدولة اللبنانية والقييمين عليها. فقد يستفيق اللبنانيون غدا على سعر صرف الدولار يفوق الـ16 الف ليرة . و اعتبر المراقبون أن الازمة انفجرت وما من أحد يمكن ان يقف عنده التدهور!
ووفق ما تناقلته وسائل إعلام لبنانية، عن مصادر مطلعة، بأنه حتى اللحظة لا يوجد الا السلطة القائمة التي يفترض بها اجتراح الحلول، وبعد ما اصطدمت كل المبادرات بالحائط المسدود بدءا من المبادرة الفرنسية وصولا الى مبادرة اللواء عباس ابراهيم مرورا بمسعى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، تحرك مجددا رئيس مجلس النواب نبيه بري طارحا مبادرة تقوم على عدم اعطاء أي طرف الثلث المعطل والتفاهم حول الشخصيات التي ستسند اليها الحقائب.
و رأت المصادر، أن الازمة اليوم تتفاقم على كافة المستويات وتطال كافة جوانب حياة اللبناني، قائلة: “المؤشرات حتى اللحظة توحي أن لا تقدم، لان كل ما تم البناء عليه على مستوى المعالجات الآنية من خلال اللقاءات والبيانات والاطلالات لا يجدي نفعا، لأن (ألف باء) الحل يبدأ بتأليف حكومة قادرة ومسؤولة تستطيع ان تحاكي الأزمة من خلال خطة إنقاذية لوقف الإنهيار الحاصل، قبل الوصول الى الإنهيار الشامل الذي قد يودي بكل شيء”.
وأضافت المصادر، أن التعنت والمكابرة يعطلان التفاهم على تشكيل حكومة وبالتالي يبقى الملف في حالة جمود، وهذا قد يكون سببا في ذهاب البلد الى الفوضى في حال استمرت الأمور على هذا النحو.
المصادر أشارت، الى أن رئيس المجلس “نبيه بري” لم يقصّر يوما، فهو الذي راهن عليه اللبنانيون في كل الأزمات ليكون انقاذيا واطفائيا في اللحظات المفصلية، وها هو يشغّل محركاته مجددا علما أنها لم تتوقف للحظة، رغم أنها خفتت لبعض الوقت لاسباب معينة.على حد تعبيرها.
واعتبرت المصادر، أنه إذا ما استمرت الامور على هذا النحو، ووصلنا الى الإنهيار الشامل، عندئذ لن تنفع لا حقيبة ولا ثلث ولا حتى ثلاثة اثلاث