تواجه الوثيقة التي غيّرت مسار كرة القدم الإنكليزية، وبالتبعية الرياضة العالمية، التشكيك لأول مرة منذ إقرارها عام 1990، من قبل نادي مانشستر سيتي.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن السيتي الذي فاز بـ6 من البطولات السبع الماضية في “البريميرليغ“، يمثل أمام محكمة تحكيم هذا الأسبوع.
اتفاقيات الرعاية
إذ سيطعن “السيتيزنز” في قواعد الدوري الإنكليزي الممتاز، بشأن اتفاقيات الرعاية.
وكانت صحيفة “تايمز” البريطانية، قد كشفت لأول مرة الأسبوع الماضي، إطلاق النادي دعوى قضائية غير مسبوقة ضد الدوري الإنكليزي الممتاز، في خطوة قد تشعل حرباً بين الأندية في الدوري.
وتأتي هذه الدعوى على رأس قضية معلقة ضد السيتي، تزعم أنه قام بـ115 انتهاكاً لقواعد الدوري الإنكليزي الممتاز بشأن الإنفاق والإفصاح المالي، مما قد يؤدي إلى إلغاء الألقاب وخصم النقاط.
وحسب الصحيفة، فإن الوثيقة المعروفة باسم اتفاقية المؤسسين، تفترض أنه يمكن للأندية الأعضاء، أن يكونوا أعداء لدودين على أرض الملعب، لكن في الوقت نفسه سيكونون جميعاً شركاء عمل لا ينفصلون.
والآن لأول يعد هذا الأساس مهدداً بالانهيار، إذ أن أندية الدوري الإنكليزي أصبحت في ثورة مفتوحة.
اقرأ أيضاً.. مانشستر سيتي يدخل تاريخ كرة القدم الإنكليزية ويحقق لقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي
معاناة الأندية
ففي الوقت نفسه، عانى إيفرتون بالفعل من أول خصم للنقاط في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، بسبب الإفراط في الإنفاق، واتهم الدوري بالمعاملة غير العادلة.
كما تحدى نادي نوتنغهام فورست رابطة الدوري الإنكليزي، من خلال الادعاء بأن الحكام كانوا متحيزين ضده، مما دفع الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم إلى إجراء تحقيق.
وغضب أيضاً فرهامبتون واندرز من القرارات التي اتخذت على أرض الملعب ضده، لدرجة أن النادي قدم اقتراحاً بإلغاء حكم الفيديو المساعد.
التحدي الأكبر
لكن في ظل هذه العاصفة، تمثل قضية مانشستر سيتي التحدي الأكبر لسلطة الدوري الإنكليزي الممتاز.
حيث لم يحدث من قبل أن ثار فريق واحد ضد الأندية الـ19 الأخرى، وحاول تغيير اتفاقية المؤسسين بشكل جذري.
وينتقد تلسيتي في ملف الدعوى القضائية، هيكل الدوري الإنكليزي، الذي وصفه بأنه طغيان الأغلبية.
حيث يأمل في التخلص من شرط موافقة 14 نادياً من أصل 20، على أي تغييرات محتملة في قواعد الدوري الإنكليزي الممتاز.
ولم يجرؤ حتى الآن أي ناد على التشكيك في اتفاقية المؤسسين، التي يمكن القول إنها النص الأكثر أهمية في كرة القدم العالمية منذ أن تم وضع قوانين اللعبة في إحدى حانات لندن عام 1863.
وكانت اتفاقية المؤسسين قد أحدثت تغييراً في الدوري الإنكليزي، حيث حوّلت هذه الأندية التي كان يملكها رجال أعمال محليون وعصاميون إلى استثمارات لأصحاب المليارات العالميين.
كما جذبت المستثمرين الأميركيين، والأوليغارشيون الروس، وشيوخ الخليج إلى هذه الأندية.
حدود الإنفاق
كانت التوترات تتصاعد بين السيتي ومنافسيه منذ أن بدأ الدوري الإنكليزي الممتاز فرض إجراءات، شملت وضع حدود للإنفاق، وحدوداً صارمة على الديون.
لكن القاعدة التي يعارضها السيتي في الدعوى، يُطلق عليها حظر معاملات الأطراف المرتبطة.
وتحد هذه القاعدة من قدرة الرعاة المرتبطين أيضاً بمالكي النادي أو الخاضعين لسيطرتهم على ضخ الأموال، كوسيلة للالتفاف على لوائح الإنفاق.
وفي حالة “السيتيزنز”، يواجه النادي مزاعم بأنه بالغ عمداً في تقدير قيمة اتفاقيات الرعاية مع شركات طيران الاتحاد في أبوظبي، التي يظهر اسمها على قمصان الفريق وملعبه المحلي.
ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، ينفي مانشستر سيتي دائماً ارتكاب أي مخالفات.
ومن المتوقع أن يتم النظر في هذه الدعوى، قبل فترة طويلة من صدور الحكم في التهم الـ115 الأخرى التي تلاحق النادي.