بدأ المسلمون حول العالم صيام شهر رمضان المبارك ابتداءً من اليوم، في ظروف صحية استثنائية، مع تفشي جائحة كورونا، وهو ما يتطلب من كبار السن والمرضى المصابين بالفيروس اتباع تعليمات طبية لضمان صيام بدون مشاكل صحية.
ورغم مرور ما يقرب من العام ونصف العام على فيروس كورونا لم تحسم الدراسات العلمية أو منظمة الصحة العالمية بعد تأثير الصيام على مصابي كورونا، أو إمكانية أن يزيد من احتمالية الإصابة بالفيروس سلباً أو إيجاباً.
وتؤكد الدراسات العلمية أن الصوم لأكثر من 14 ساعة يقوي جهاز المناعة، وتخليص الجسم من السموم، في حين سبق أن أكدت “الصحة العالمية” عدم وجود ما يمنع صيام الأصحاء، مع نصيحتها المصابين بالتشاور مع أطبائهم لأخذ رخصة بالامتناع عن الصوم.
وإلى جانب المصابين يأتي “رمضان” مع وجود حملات تطعيم تقوم بها الحكومات لحماية مواطنيها وسكانها من الفيروس، وهو ما يطرح تساؤلات في هذا الجانب خاصة أخذ اللقاح في نهار الشهر الفضيل.
الرأي الطبي
استشاريو الأمراض الباطنية والصدرية، يؤكدون أن الصيام يؤثر على كبار السن من مصابي كورونا، خاصة الذين تظهر عليهم أعراضاً حادة؛ كارتفاع درجة الحرارة، ويحتاجون إلى بعض الأدوية لتخفيفها، أما المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض فيمكنهم الصيام بشكل آمن.
ويحتاج بعض المصابين بـ”كورونا”، إلى رخصة شرعية للإفطار خلال شهر رمضان، حتى لا يؤثر الصيام على مناعتهم، خاصة كبار السن، ومن يحملون أمراضاً مزمنة.
ويوصي الأطباء مرضى كورونا الذين يمكنهم الصيام كالشباب، الاهتمام بصحتهم من خلال الإكثار من شرب السوائل، بين الإفطار والسحور، وتناول الفواكه، والابتعاد عن الحلويات والسكر، وممارسة بعض الرياضة.
كما ينصح مرضى كورونا بالتقليل من القيام بأي مجهود بدني قد يرهقهم خلال نهار رمضان، كالعمل ساعات طويلة، أو الوقوف في الشمس؛ لتجنب بذل طاقة أو إجهاد الجسم.
ويؤثر فيروس كورونا، على الصحة النفسية للمصابين، ويسبب إمكانية دخولهم في حالة اكتئاب أو انهيار عصبي، وهو ما يتطلب منهم خلال نهار رمضان الابتعاد عما يعكر صفوهم أو يشكل أي ضغوط نفسية لهم.
ويقسم المصابون بالفيروس على قسمين؛ فمنهم من يمر بمراحل بسيطة ومتوسطة ويحتاجون إلى أدوية مساندة، ويمكنهم إكمال الصيام دون الحاجة للإفطار.
وهناك بعض المرضى، تكون درجة إصابتهم بالفيروس قوية وحرجة ويفضل أن يفطروا خلال رمضان، لأن التنفس الصناعي يؤدي إلى جفاف في الجهاز التناسلي، لذا يفضل أن يتناولوا السوائل باستمرار.
الرأي الشرعي
ومن ناحية الرأي الشرعي، أعلنت لجنة البحوث الفقهية بالأزهر في العالم أنه “لا يتوفر لغاية الآن أي دليل علمي يؤكد وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورونا والصوم خلال شهر رمضان”.
وفي فتوى شرعية للأزهر، جاء فيها: “تبقى أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالصوم على ما هي عليه؛ من وجوب الصوم على كافة المسلمين، إلا من رخص لهم في الإفطار شرعاً من أصحاب الأعذار”.
وسبق للأزهر أن أصدر فتوى أكد فيها أن “الحديث عن إفطار المسلم كإجراء وقائي بترطيب الفم للحماية من العدوى سابق لأوانه، ويرجع في حكم ذلك للأطباء الثقات وما يرونه، للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم ملزم لكل صائم مسلم؛ بالإفطار من عدمه”.
اللقاح خلال رمضان
قال مدير أوقاف اللاذقية، محمد عليو، أن تحليل “بي سي آر” المخبري الخاص بفيروس كورونا وتلقي اللقاح المضاد للفيروس لا يفسدان الصيام.
وأضاف عليو، أن العلاج من المرض إذا لم يكن فيه غذاء للجسم فهو غير مفطر ولا علاقة له بالإفطار على حد قوله.
وأوضح مدير الأوقاف، بأن تلقي اللقاح أو إجراء التحليل خلال نهار رمضان أثناء فترة الصوم لا يوجد فيهما غذاء للصائم يقويه على أداء الطاعة وبالتالي لا يعتبران من المفطرات، مضيفاً أنه مسؤول عن هذه الفتوى على حد تعبيره.
توصيات الصحة العالمية
أوصت منظمة الصحة العالمية كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بتجنب التجمعات الدينية والاجتماعية باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بمرض وخيم قد يؤدي للوفاة.
ويجب على الصائمين، حسب توصيات المنظمة، اتباع تغذية صحية سليمة خلال فترة الصيام، وشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، وتناول الأغذية الطازجة غير المعالجة.
ومن العادات التي يجب على الصائمين تركها خلال رمضان، وفق الصحة العالمية، وقف التدخين في ظل انتشار فيروس كورونا، خاصة أن السجائر والشيشة تلامس الأصابع والفم.
وتشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية اتباع الأفراد في أي تجمع إجراءات التباعد الجسدي، والحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل بينهم في جميع الأوقات، والالتزام بالتسليم عن بعد دون ملامسة الأيدي أو التقبيل.
ومن المحظورات خلال الشهر وقف التجمعات المرتبطة بشهر رمضان، حسب الصحة العالمية، مثل الأسواق والأماكن الترفيهية، والتعويض عنها ببدائل افتراضية مثل التلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
ومن النصائحالتي تقدمها المنظمة العالمية للتخفيف من أثر التجمعات خلال شهر رمضان، أنه إذا سمح بإقامة تجمع في رمضان فينصح بإقامته في أماكن مفتوحة أو أماكن مغلقة فيها تهوية كافية، مع تقصير مدة الفعالية أكبر قدر ممكن.
وأوصت كذلك بتوفير الصابون إلى جانب مرافق الوضوء والمحاليل الكحولية لتعقيم اليدين عند الدخول أو الخروج من المساجد. وتشجع المنظمة على استخدام سجادات الصلاة الخاصة بكل شخص والامتناع عن الصلاة على السجادات العامة.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام