أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية،فجر اليوم الجمعة، بسماع انفجارات وسط مدينة أصفهان.
وأكدت إيران عدم وقوع هجوم صاروخي أو تضرر المنشآت الحساسة. بينما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن “إسرائيل” نفذت ضربات انتقامية ردا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها السبت الماضي، وقد رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الموضوع.
لا هجوم خارجي
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إنه تم تفعيل المضادات الدفاعية الجوية في أجواء عدد من محافظات البلاد، مؤكدة إسقاط 3 مسيّرات صغيرة، تعرف باسم الطائرات الانتحارية، وتُعرف بأنها لا تقطع مسافات طويلة، قرب قاعدة شيكاري الجوّية التابعة للجيش.
وأكدت الوكالة أن الهجوم لم يسفر عن أضرار أو انفجارات كبيرة، في حين أفاد التلفزيون الرسمي بعدم تأثر أي منشآت نووية أو استهداف مواقع نووية في مدينة أصفهان.
وذكرت أيضا أن التصدي للمسيّرات تم بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جدا، ولم يتم بأنظمة دفاع صاروخية.
وبحسب وكالة “تسنيم” نفت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تقارير حول أن الهيئة، التي يرأسها رئيس البلاد إبراهيم رئيسي، عقدت اجتماعا طارئا صباح اليوم عقب سماع دوي الانفجارات.
كما أكدت الوكالة الإيرانية على عدم وقوع انفجارات في مدينة تبريز، قائلة إن الأصوات التي سمعت نجمت عن تصدي الدفاعات لأجسام مشبوهة، مشددة على عدم وجود أي خرق أمني على حدود البلاد.
وقد شدد المتحدث باسم وكالة الفضاء الإيرانية حسين داليريان، عبر منصة “إكس”، على عدم وقوع هجوم صاروخي، وأن المسيّرات القليلة أُسقطت بنجاح.
وقال ضابط كبير في الجيش الإيراني في أصفهان إنه لم تسجل أي خسائر في المدينة.
في الأثناء قال محلل إيراني للتلفزيون الرسمي اليوم الجمعة، إن الطائرات المسيّرة الصغيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها “متسللون من داخل إيران”.
ولم تتهم إيران بشكل مباشر “إسرائيل” بتنفيذ الهجوم بالمسيّرات، مؤكدة أن الحدث كان أمنيا ولم ينجم عن هجوم خارجي، دون أن تقدم معلومات عن مكان انطلاق المسيّرات.
يُشار إلى أن مدينة أصفهان تعد أكبر مركز للأبحاث النووية في إيران، وتحتوي على قاعدة عسكرية هامة، بالإضافة إلى مطار أصفهان المدني.
لا تعليق إسرائيلي
بالمقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه لا تعقيب حكومي بهذه المرحلة على أي من التقارير بشأن الهجوم في إيران، ولم تتبن الهجوم، بعد أن أفادت وسائل إعلام أميركية بوقوع هجوم إسرائيلي على إيران.
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية، لدى سؤاله عن تقارير حول انفجارات في إيران، إنه لا تعليق لديه حاليا.
من جانب آخر، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن وزارة الخارجية طلبت من سفاراتها حول العالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الهجوم في إيران.
وأضافت أن الهدف الذي تم قصفه في إيران هو مطار عسكري في أصفهان، مؤكدة أن “إسرائيل” أعلمت واشنطن مسبقا بأنها ستضرب إيران ولم تحصل منها على موقف محدد.
كما أكدت القناة الإسرائيلية أن وزارة الدفاع شهدت اجتماعا أمنيا في تل أبيب بعد تنفيذ الهجوم.
وتابعت أن تقديرات الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الهجوم على إيران انتهى لكن “إسرائيل” تحافظ على تأهب عال.
في ذات السياق، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصادر أمنية وحكومية إسرائيلية أن “إسرائيل” هي من شن الهجوم على إيران، اليوم الجمعة.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المسؤولين الذين لم تكشف عن هوياتهم، أن “إسرائيل” لن تتبنى الهجوم الذي قالت إيران إنه نُفذ بثلاث مسيّرات على مدينة أصفهان، وذلك “لأسباب استراتيجية”.
واشنطن تعلم بالهجوم
وفي حين رفضت “إسرائيل” التعليق على الاستهداف، قال مسؤول أميركي، إن واشنطن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ضربة داخل إيران، بحسب ما نقلته “الجزيرة”.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “إسرائيل” شنت غارة جوية داخل إيران ردا على هجومها بالصواريخ والمسيرات.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي للصحيفة أن الهدف من الضربة إرسال إشارة إلى طهران بأن “لدينا القدرة على الضرب داخل إيران”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن “إسرائيل” تقف وراء الهجوم على إيران فجر اليوم.
ونقلت شبكتا “إن بي سي” و”سي إن إن” عن مصادر قريبة من الملف وعن مسؤول أميركي أن “إسرائيل” أبلغت واشنطن مسبقا بالضربة.
وقال المسؤول الأميركي “لم نوافق على الرد”، وفق “سي إن إن”.
وقال موقع “بلومبيرغ” الأميركي إن “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة أمس بأنها تعتزم الرد على الهجوم الإيراني خلال يوم أو يومين.
ولم يصدر حتى الآن موقف رسمي من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حول الهجوم بالمسيّرات الذي استهدف أصفهان.
وكان موقع “أكسيوس” الأميركي أفاد بأن “إسرائيل” أجّلت مرتين خلال الأسبوع الماضي توجيه ضربة لإيران، ردا على استهدافها السبت الماضي بمئات الصواريخ والمسيّرات.
يشار إلى أن إيران شنّت في 13 نيسان/أبريل الجاري هجوم “الوعد الصادق” على “إسرائيل”، ” أطلقت من خلاله عشرات الصواريخ والمسيّرات من أراضيها باتجاه “إسرائيل”، وذلك ردا على استهداف قنصليتها بدمشق وقتل عدد من القادة العسكريين في قصف إسرائيلي مطلع الشهر الجاري.