هاشتاغ _ يارا صقر
يصنف سرطان الخلية الكبدية أو الآفات الكتلية الكبدية إلى عدة أنواع تشمل الأورام الخبيثة، الحميدة، الآفات الكيسية، الأورام الدموية وغيرها.
وقد تنشأ في الكبد أو قد تتنتقل إليه من أورام بدئية في أعضاء مجاورة أو بعيدة.
وفي معظم أرجاء العالم، تعد النقائل الكبدية أشيع من الأورام البدئية الكبدية لدى البالغين.
ويتحدث الدكتور علي بركات دراسات عليا تخصصية في أمراض الجهاز الهضمي ل”هاشتاغ” عن بعض أنواع الآفات الكتلية الكبدية قائلا الآفات الكتلية الكبدية أربعة أنواع وهي:
1- الأورام الخبيثة: وتتضمن سرطانة الخلية الكبدية، سرطان الطرق الصفراوية داخل الكبدية، الساركوما الوعائية، الورم الأرومي الكبدي والنقائل الكبدية.
2- الأورام الحميدة: وتشتمل عدّة أنواع أشهرها الأورام الغدية للخلية الكبدية، والأورام الوعائية الكهفية.
3- الآفات الشبيهة بالأورام مثل فرط التنسّج العقيدي البؤري.
4- الآفات الكبدية الكيسية: سواء الكيسات البسيطة، الداء الكبدي عديد الكيسات والداء الكلوي عديد الكيسات المتنحّي (حيث يترافق بكيسات كبدية أيضا).
ويشير بركات إلى أن الورم البدئي الأشيع في الكبد هو سرطان الخلية الكبدية (HCC). حيث يحتلّ المرتبة الخامسة في شيوع الأورام الخبيثة لدى الرجال، والثامنة لدى النساء (مع غلبة حدوثه لدى الرجال أكثر من النساء عموماً)، وذلك وفقاً لأحدث الدراسات الإحصائية المتوافرة.
عوامل الخطورة
يوضح بركات أنه هناك العديد من عوامل الخطورة، أهمها:
1-التهاب الكبد الفيروسي B المزمن، حيث يعتبر مسؤولاً عن حوالي 80% من حالات سرطان الخلية الكبدية.
2-التهاب الكبد الفيروسي C المزمن.
3-تشمّع الكبد.
أعراض الآفات الكتلية الكبدية
عادةً لا يتنبّه المرضى لحدوث الورم، إلى أن يصل إلى مرحلة متقدّمة، وعلى اعتبار أن سرطان الخلية الكبدية عادةً ما يترافق مع تشمّع الكبد، يتمّ التوجه للمرض بتغيّر مفاجئ وغير مفسَّر في حالة المريض.
والعرض الأشيع (وغالباً الأول) للمرض هو ألم في المراق الأيمن أو الشرسوف.
وفيما يلي أهم الأعراض ومتوسط نسبة تواترها لدى المرضى:
الألم البطني (77%)، نقص الوزن (52.5%)، الوهن (37.5%) بالإضافة إلى أعراض هضمية غير نوعية (25 – 28%).وفقا للإختصاصي.
تشخيص المرض
وبالحديث عن تشخيص المرض، يؤكد بركات أن هنالك العديد من الوسائل المتاحة التي تساعدنا في التشخيص، والتي تختلف فيما بينها بدرجة فائدتها وأماكن استخدامها، منها :
1- الواسمات الورمية المصليّة:
لا تعدّ الواسمات الورمية المصلية عموماً مشخّصة لسرطان الخلية الكبدية بحد ذاتها، ولكن تستخدم إلى جانب نتائج الفحوصات الشعاعية في التشخيص.
ولعلّ أهم هذه الواسمات هنا هو البروتين الجنيني ألفا (AFP) حيث أن ارتفاع تراكيزه في المصل يقترح بشدّة وجود HCC.
2- الدراسات الشعاعية:
هنالك العديد من الاستقصاءات الشعاعية التي يمكن الاعتماد عليها في الوصول إلى التشخيص، ولعلّ أبرزها وأكثرها استخداماً هي:
– التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكوغرافي):
ويمكن للتصوير بالأمواج فوق الصوتية اكتشاف أغلب الحالات، ويتمتّع بميّزات تجعله خياراً جيّداً، فهو استقصاء آمن، قليل الكلفة ومتوفّر، وبالمقابل فإن اعتماده على خبرة الطبيب الفاحص، وبعض الظروف المتعلقة بالمريض (البدانة بشكل خاصّ) قد يؤثر على إمكانية اكتشاف HCC.
– التصوير الطبقي المحوسب (CT):
يعتبر التصوير الطبقي المحوسب متعدد الشرائح والأطوار المعزّز بالمادة الظليلة أشيع تقنية تصوير شعاعي لتشخيص HCC.
ومفيد أيضاً في اكتشاف الغزو الورمي إلى الأوردة المجاورة، وتحديد موقع وعدد الأورام أيضاً (حيث أن هذه الموجودات تعتبر أساسية لتقرير خطة العلاج).
– التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
يوفّر التصوير بالرنين المغناطيسي الديناميكي مع استخدام الغادولينيوم وسيلة شعاعية أخرى لتفريق HCC عن النسيج الكبدي السليم.
وقد يكون بشكل عام متفوّقاً قليلاً على التصوير الطبقي المحوسب في ذلك.
3- الدراسة النسيجية:
وبالتأكيد الدراسات النسيجية هي المعيار الذهبي للتشخيص حيث أنها الوسيلة التشخيصة المؤكّدة.
ويتم الحصول على العيّنات النسيجية المناسبة عن طريق خزعة الكبد عبر الجلد أو الرشف بالابرة الرفيعة FNA بتوجيه الإيكوغرافي.
وهنا يجب أن نذكر أن هذا الإجراء يحمل خطورة صغيرة لانتشار الخلايا الورمية على مسار الابرة.
معالجة سرطان الخلية الكبدية
ويلفت بركات إلى أن المعالجة يجب أن تأخذ بالاعتبار كلاً من المرض الكبدي المستبطن والورم نفسه لتقرير ما يناسب المريض.
كذلك من العلاجات المطروحة والتي تمثّل أفضل فرصة للشفاء هي الاستئصال الجراحي وزراعة الكبد، وهو العلاج المثالي لسرطان الخلية الكبدية، ولكن وفقاً لشروط يجب أن تتوفر لتحقيق ذلك. وفقاً لبركات.
كما يضيف، أن هنالك العديد من الوسائل العلاجية الأخرى المختلفة الفعالية، مثل:
حقن الإيثانول، العلاج الكيماوي (والذي يعتبر علاجاً تلطيفياً ولا يملك فائدة واضحة)، العلاجات الجزيئية الموجّهة، المثبطات المناعية.
ويختم بركات حديثه ل”هاشتاغ” مشيرا إلى ضرورة أهمية متابعة المرضى ذوي الخطورة العالية لحدوث سرطان الخلية الكبدية مرة كل 6 أشهر باستخدام الإيكوغرافي.