كشفت مصادر مفاجأة بشأن منحة الغاز القطري إلى سوريا، التي كان المسؤولون السوريون قد أعلنوا مؤخرا وصولها إلى بلادهم، ضمن مساعي دمشق للحصول على مصادر للطاقة في ظل أزمتها الخانقة حاليا.
وقالت المصادر، إن الغاز الذي وصل إلى سوريا عبر الأردن، مصدره سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة في ميناء العقبة، وليس من دولة قطر مباشرة.
ولفتت المصادر إلى أن منحة الغاز القطري إلى سوريا، رغم كونها قادمة من مصدر وسيط، فإن الدوحة بصدد دفع ثمن هذا الغاز، ومن المنتظر في وقت لاحق أن يكون التوريد على متن ناقلات قطرية تتجه مباشرة إلى دمشق، بحسب ما نقلته منصة “الطاقة”.
وكان القائم بأعمال السفارة القطرية في سوريا، خليفة عبدالله آل محمود الشريف، قد أعلن مبادرة لتوفير إمدادات معتمدة من الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر الأراضي الأردنية لمدة محددة، لتوفير إمدادات تكفي لتوليد نحو 400 ميغاواط من الكهرباء، ورفعها تدريجيا بدعم من صندوق قطر للتنمية.
ونفت مصادر خاصة أن تكون منحة الغاز القطري إلى سوريا، التي أُعلنت خلال اليومين الماضيين، قادمة من قطر من الأساس، إلّا أنها أوضحت أن هذا الغاز بتمويل قطري، إذ ستدفع الدوحة ثمنه.
وأوضحت المصادر، في تصريحاتها الخاصة إلى منصة “الطاقة”، أن هناك مساعي لحل أزمة الكهرباء في سوريا، من خلال إيجاد مصادر للغاز الطبيعي، بما يكفل إمداد محطات التوليد بكميات كافية من الوقود لتلبية حاجة المواطنين.
وكان مدير العلاقات العامة في وزارة النفط والثروات المعدنية السورية، أحمد سليمان، قد قال، إن سوريا ستحصل على الغاز القطري عبر خط الغاز العربي.
كما قال وزير الكهرباء السوري المهندس عمر شقروق، إن قطر ستسهم في دعم قطاع الطاقة لدى بلاده، من خلال توفير مليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا، وذلك لتوليد 400 ميغاواط إضافية من الكهرباء، وتحسين التغذية وزيادتها بمعدل 2-4 ساعات يوميا، بما ينعكس إيجابا على الحياة اليومية.
من جانبه، قال مستشار تحرير منصة “الطاقة” المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن التصريحات الإعلامية المنسوبة لوزير الكهرباء السوري بشأن وصول الغاز القطري إلى سوريا خلال 12 ساعة تنتشر بكثرة حاليا.
ولكن، وفق الحجي، المعلومات المؤكدة حاليا أنه لا توجد أيّ ناقلة تحمل الغاز القطري إلى سوريا في خليج العقبة، ولم تصل أي ناقلة غاز قطرية إلى العقبة حتى خلال الشهور الماضية، إذ إن الغاز الذي وصل إلى الأردن حتى الآن هو غاز أميركي.
وأشار الحجي إلى أن استيراد الغاز عن طريق الأردن، بغضّ النظر عن مصدره، هو الحل الأمثل لسوريا حاليا، لأنه يمكن إيصال الغاز إلى محافظات دمشق وريف دمشق وحمص بسهولة.
وأضاف: “الفكرة هي استيراد الغاز المسال إلى محطة إعادة التغويز في العقبة، ثم إرسال الغاز عبر خط الغاز العربي إلى سوريا، ولا يمكن الاستفادة من جلب سفينة إعادة تغويز إلى الساحل السوري لعدم وجود بنية تحتية لنقل الغاز”.
ولفت أنس الحجي إلى أنه كان واضحا منذ البداية أن التصريحات المتعلقة باستيراد الغاز القطري إلى سوريا غير صحيحة، لعدم استيراد الأردن الغاز من قطر، ولعدم وجود أيّ ناقلة غاز مسال قطرية في طريقها إلى المنطقة.
وتابع: “بسبب قصر الوقت من جهة، وعدم مرور ناقلات الغاز المسال في البحر الأحمر من جهة أخرى، أفضل طريقة هي ما حصل فعلا، وهي استيراد الغاز الأميركي الموجود مسبقا في منطقة البحر المتوسط، وجلبه عن طريق قناة السويس”.
وفي الوقت نفسه، وفق الحجي، تدفع قطر ثمن الشحنة، وهذا هو ما حدث بالفعل، فالغاز أميركي، والمشتري هو قطر، مضيفا: “أي ناقلات غاز مسال قطرية يجب أن تمرّ في البحر الأحمر، وهذا غير متوقع في الوقت الحالي”.