Site icon هاشتاغ

ما هي إستعدادات “حماس” و”إسرائيل” للمواجهة البرية في غزة؟

حماس

ما هي إستعدادات "حماس" و"إسرائيل" للمواجهة البرية في غزة؟

هاشتاغ | ترجمة: حسام محمد

أشار موقع “اي بي سي نيوز – ABC News” إلى أن العملية البرية في غزة سيناريو عالي التكلفة وقليل الإنجازات بالنسبة ل”إسرائيل”.

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الحرب وإطالة أمدها، وجعلها أكثر تدميراً لكلا الجانبين، وإلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين.

وقال رافائيل كوهين من مؤسسة “راند” البحثية الأمريكية: “لا يوجد خيار بري جيد في غزة”.

وأضاف:”سيكون الأمر فوضوياً ودموياً للغاية”.

وفي حين أن “إسرائيل” تمتلك تقنيات متقدمة، وآلاف الدبابات والطائرات المقاتلة المتطورة، فإن “حرب المدن يمكن أن تغير الديناميكية بالكامل”.

وقال الدكتور ماركوس هيلير، رئيس الأبحاث في شركة التحليل الاستراتيجي الأسترالية: “إن القتال في حرب المدن يجعل القدرات متساوية”.

وأشار إلى أن “حماس تجبر إسرائيل على القتال بالطريقة التي تريدها”.

وعلى أرض الواقع في غزة، يتوقع المحللون أن يلعب الارتجال والتكيف السريع دوراً كبيراً، وسوف يتحول الأمر إلى قتال “فوضوي” على الطراز القديم بين مقاتلي “حماس” والقوات الإسرائيلية.

ما الذي يعمل عليه الجانبان؟

مقارنة الأرقام

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن العملية البرية في غزة هي “المرحلة الثانية” لحرب ستكون “طويلة وصعبة” مع “حماس”.

وبينما لم ترد أنباء عن عدد القوات البرية التي قد تدخل غزة، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، قال يوم الأحد إنهم “يقومون تدريجياً بتوسيع النشاط البري ونطاق قواتنا في قطاع غزة”. .

وقبل العملية البرية، استدعى الجيش الإسرائيلي حوالي 360 ألف جندي احتياطي – بالإضافة إلى حوالي 170 ألف فرد من قوات الدفاع العاملة.

وتقول “إسرائيل” إن “حماس” لديها نحو 30 ألف مقاتل، يتجولون عموماً في مركبات متعددة الاستخدامات ودراجات نارية، يحملون أسلحة رشاشة وأسلحة صغيرة.

وفي الوقت نفسه، تمتلك “إسرائيل” ناقلات جند مدرعة وحوالي 1,700 دبابة جاهزة للقتال لدعم أي معارك من شارع إلى شارع.

ولكن في بيئة مكتظة بالسكان مثل غزة، حيث يصعب اكتشاف التهديدات، قد لا يكون الحجم هو المهم دائماً.

ويعتقد الدكتور هيلير أن “حماس” تسعى إلى إلى جر الجيش الإسرائيلي للقتال على الأرض.

وقال لشبكة ABC: “أحد الأشياء البديهية في حرب المدن هو أن المدافعين يمكنهم الاستمرار بالقتال تحت الأنقاض”.

الدبابات مقابل الطائرات بدون طيار

قال الدكتور هيلير إن الجيش الإسرائيلي كان يُعرف باسم “سيد القتال المدرع”.

وتعتبر دبابات القتال الرئيسية من طراز “ميركافا” بمثابة العمود الفقري لسلاح المدرعات التابع للجيش الإسرائيلي وتعتبر من بين الأفضل في العالم. وتشبه الدبابة الألمانية Leopard 2 التي أصبحت مطلوبة بشدة في أوكرانيا.

والدبابة تكون الأفضل عندما تطلق النار على هدف على بعد عدة كيلومترات، لكن عندما تقوم بإحضارها إلى مدينة ما، يمكن أن تتعرض جميع جوانب الدبابة للتهديد – خاصة بواسطة الطائرات بدون طيار.

وقال الدكتور هيلير: “سنرى بسرعة كبيرة ما رأيناه بالفعل في أوكرانيا، وهو أن حماس سوف تقوم بتسليح الطائرات بدون طيار”.

ويقول محللون إن “حماس” قامت على الأرجح بتخزين كميات كبيرة من الطائرات بدون طيار، حيث قامت بتطويرها بشكل مستقل وبمساعدة من إيران.

وأظهر مقطع فيديو نشرته “حماس” بعد هجماتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر أن لديها طائرات بدون طيار أكبر حجماً تشبه الطائرات الإيرانية التي تستخدمها القوات الروسية في أوكرانيا.

بالرغم من أن “إسرائيل” واحدة من الدول الرائدة في العالم في استخدام وتصنيع الطائرات بدون طيار – للمراقبة والقتال. كما أنها تتمتع بتكنولوجيا متطورة مضادة للدرون، لكن حرب المدن تجعل استخدامها أكثر صعوبة.

الصواريخ والقذائف

تقدر المخابرات الإسرائيلية أن العدد الإجمالي للصواريخ المتوفرة في غزة يبلغ نحو 30 ألف صاروخ، بعضها يصل مداه إلى نحو 250 كيلومتراً.

وقال جان لوب سمعان، زميل الأبحاث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة، إنه بينما قامت إيران وسوريا بتهريب الصواريخ إلى غزة في الماضي، يبدو أن العديد منها الآن تم إنتاجها محلياً.

وبيّن الدكتور سمعان لشبكة ABC: “الصواريخ الأقل تطوراً لا تحتاج إلى دعم إيراني”.

وأشار إلى أن “عدد الصواريخ والطائرات بدون طيار لدى حماس لا تزال مجهولة”.

من جهته، قال القيادي في حماس، علي بركة، في مقابلة مع قناة روسيا اليوم العربية، إن الحركة كانت تستعد منذ عامين.

وكشف “لدينا مصانع محلية لكل شيء. لدينا صواريخ بمدى 250 كيلومتراً و160 كيلومتراً و80 كيلومتراً و45 كيلومتراً و10 كيلومترات”.

وأفاد: “لدينا مصانع لقذائف الهاون… لدينا مصانع للكلاشينكوف ورصاصها”.

ومن المعروف أيضاً أن حماس تستخدم مجموعة واسعة من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، بما في ذلك صواريخ ماليوتكاس وكونكورس السوفيتية.

قال الدكتور هيلير إن هناك الآن “نسخاً إيرانية مقلّدة من تلك الأنظمة الروسية”، ومن المرجح أن الحركة لديها إمكانية الوصول إليها.

وأفادت “حماس” أنها أطلقت حوالي 5,000 صاروخ في 20 دقيقة في هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وعلى الرغم من اعتراض معظمها، إلا أن الهجوم أنهك نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” بعدة صواريخ.

بهذا الصدد، قال الدكتور سمعان “المسألة تصبح كم بقي من ذلك، لأنه في اللحظة التي تفقد فيها حماس قوتها النارية فإنها ستفقد تفوقها”.

وإذا دخل حزب الله، المتمركز في لبنان – فسوف تواجه “إسرائيل” عمليات قصف أكبر بكثير بصواريخ أكثر تطوراً.

ويُعتقد أن حزب الله يمتلك حوالي 100 ألف صاروخ وقذائف من مختلف الأنواع.

الأنفاق و”الدروع البشرية”

رغم تفاخر نتنياهو بـ “إمطار حماس بالنار” وقتل “الآلاف من مقاتليها” في الغارات الجوية، ولكن، للاشتباك مع المسلحين، سيحتاج الجنود إلى الانتقال من باب إلى باب – أو تحت الأرض.

أمضت حماس حوالي 15 عاماً في بناء مجموعة من الأنفاق التي تمتد تحت جزء كبير من قطاع غزة، والتي تسميها القوات الإسرائيلية “مترو غزة”.

وقال كوهين إنه إذا أراد الجيش الإسرائيلي تدمير “حماس”، فسوف يحتاج إلى قتال المقاتلين في شبكتها الواسعة من الأنفاق.

وقال إن “حماس تعرف ذلك ومن المفترض أنها كانت تعمل على الأفخاخ المتفجرة وما شابه ذلك”.

وأشار إلى أن “العمل تحت الأرض ينفي بعضاً من تفوق إسرائيل التكنولوجي، وخاصة قوتها الجوية”.

تمتلك “إسرائيل” عدداً صغيراً من قنابل GBU-28 “الخارقة للتحصينات”، والتي قال الدكتور سمعان إنها قد تكون مفيدة لتدمير أنفاق “حماس”.

وهي مصممة لاختراق أهداف عميقة تحت الأرض، وقد استخدمتها الولايات المتحدة في عملياتها ضد “تنظيم القاعدة” في أفغانستان.

زعم الجيش الإسرائيلي في الماضي أن “حماس” تستخدم الأنفاق كمخابئ للأسلحة ومخابئ ومراكز قيادة وشريان نقل مخفي للمقاتلين والأسلحة، بما في ذلك القاذفات الصواريخ.

ويُشتبه أيضاً في وجود العديد من الرهائن في الأنفاق.

وقال الدكتور هيلير: “من المرجح أن تقوم حماس بتوزيع الرهائن ووضعهم في أماكن ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لها. وستستخدمهم بشكل أساسي كدروع بشرية”.

إلى أي مدى يمكن أن تصبح المواجهة قذرة؟

من خلال نشر قوات على الأرض، يعتقد نتنياهو أن “إسرائيل” ستكون قادرة على “القضاء على حماس” وإعادة المدنيين المتبقين المحتجزين إلى ديارهم.

ولكن القضاء على “حماس” قد لا يكون ممكناً، ومن المرجح أن تؤدي الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين والقوات إلى تأجيج الانتقادات الموجهة بالفعل إلى “إسرائيل”.

وقال الدكتور هيلير: “إن ثمن النصر على حماس سيكون باهظاً للغاية… ليس هناك الكثير من الخيارات الجيدة لإسرائيل هنا. بخلاف التعبير عن الغضب”.

ومن المعروف أن “إسرائيل” تمتلك أسلحة مثل القنابل العنقودية، التي تشكل خطراً كبيراً على المدنيين.

لكن الدكتور هيلير قال إنه من غير المرجح أن يكون هناك هذا المستوى من التصعيد.

ولكن، وفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” إن “إسرائيل اتُهمت باستخدام قنابل الفسفور الأبيض في العمليات العسكرية الأخيرة في غزة ولبنان، والتي يمكن أن تسبب “حروقاً شديدة ومعاناة مدى الحياة” للمدنيين.

وبغض النظر عما يُستخدم في عملية برية موسعة، في الجيب الصغير الذي كان يسكنه 2.1 مليون شخص. “ستكون هناك حتما خسائر كبيرة في صفوف المدنيين”.

المصدر: ABC News

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version