على الرغم من أن تصريحاته الجديدة نقضت ما أعلنه سابقاً حول إعادة احتلال قطاع غزة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو زاد الغموض غموضاً حول مستقبل القطاع الفلسطيني المحاصر بعد انتهاء الحرب التي دخلت شهرها الثاني.
ما هي الخطة التي يعتزم نتنياهو تنفيذها؟
وفق كلامه الأخير الذي أطلقه بوقت متأخر ليل الخميس – الجمعة، ينوي نتنياهو تشكيل حكومة مدنية في غزة.. لكنه لم يفصح عن كيفية تنفيذ ذلك.
كما أكد أن “إسرائيل” ستتأكد من عدم وقوع هجوم آخر على غرار ما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال “لذلك يجب أن تكون لدينا قوة موثوقة يمكنها، إذا لزم الأمر، أن تدخل غزة وتقتل (القتلة)، لأن هذا هو ما سيمنع عودة ظهور كيان مثل حماس”، دون أن يستفيض أيضاً حول التفاصيل.
“منزوعة السلاح”
إلى ذلك، شدد على أن غزة ستكون بعد الحرب منزوعة السلاح.
إلا أن ملامح تلك الخطة أثارت المزيد من الغموض، وأكدت مخاوف دولية وأميركية في الطليعة، من أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تملك أفقاً واضحاً لما بعد القتال في غزة، الذي يرجح أن يمتد أشهراً وربما سنة أيضاً، بحسب ما ألمح أمس الخميس وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت.
فيما أكد مسؤولون أميركيون مراراً في السابق أن السلطة الفلسطينية. التي تتمتع بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية التي تحتلها “إسرائيل”، يجب أن تعود لحكم غزة بعد الحرب.
إلا أن هذا الخيار أيضاً اصطدم بمعارضة العديد من المسؤولين الفلسطينيين الكبار.. في مقدمتهم الرئيس محمود عباس، الذي أكد أن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة يجب أن تكون مصحوبة بحل سياسي ينهي احتلال “إسرائيل” للأراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967.
بدوره، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في تصريحات لشبكة “بي.بي.إس” هذا الأسبوع أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى غزة “على متن دبابة إسرائيلية”.
قوات عربية
وكانت العديد من الخيارات طرحت على طاولة الدول الغربية لمستقبل القطاع الفلسطيني الساحلي الذي يسكنه أكثر من 2.2 مليون نسمة.. من بينها احتمال تواجد عبر قوات حفظ سلام، أو حتى قوات عربية.
كذلك كشف مسؤولون مصريون خلال اليومين الماضيين، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز. طرح على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اقتراحاً بأن تدير مصر الأمن في غزة حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من تولي المسؤولية، لكن السيسي رفضه.
وبانتظار انتهاء الحرب الدامية التي يرجح أن تطول، تواصل “إسرائيل” قصفها العنيف على مختلف مناطق القطاع الساحلي.. فيما ارتفعت أعداد الشهداء إلى نحو 11 ألفاً نصفهم من الأطفال والنساء