اقترح خبراء طبيون “خفض” المقياس التقليدي لدرجة حرارة الجسم الطبيعية درجة واحدة، ليصبح 36 درجة مئوية.
في حين رأى آخرون ضرورة “عدم اعتماد أي مقياس”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
درجة الحرارة الطبيعية
ووفق المقياس الذي جرى اعتماده في القرن التاسع عشر، فإن درجة الحرارة الطبيعية للإنسان هي 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت).
تحديد درجة الحرارة حسب حالة المريض
من جانبها، أوضحت أديل دايموند، أستاذة علم الأعصاب الإدراكي التنموي في جامعة كولومبيا البريطانية، والتي تتحدى أبحاثها الافتراض القائل إن 98.6 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية) هي درجة طبيعية، أنه “منذ التسعينيات”.
وتابعت،” يقول الخبراء إنه يجب عليهم خفض المقياس.. وأنا أرى أن الأمر يجب أن يكون شخصيا بحسب حالة كل مريض”.
إقرأ أيضا: إيران تطور أقمشة ذكية قادرة على تثبيت درجة حرارة الجسم
وتقترح دايموند أن يحدد الأطباء درجة حرارة أساسية طبيعية بناء على حالة كل فرد، مثلما يحدث مع فحص العلامات الحيوية الأخرى.
وأردفت : “لا يوجد سبب يمنع الأطباء من القيام بذلك بشكل روتيني”.
تغير درجة حرارة الجسم أمر مهم
تعتبر درجة حرارة الجسم أداة مهمة جدا للكشف عن الأمراض.
فالحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم) هي إحدى الطرق التي يستجيب بها جهاز المناعة لدينا لوجود ميكروب في الجسم.
ويعتبر الخبراء أن ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 100 درجة فهرنهايت (37,78 درجة مئوية) هو مؤشر موثوق للحمى.
كما يمكن أن تشير درجة الحرارة المنخفضة بشكل غير طبيعي إلى وجود حالة خطيرة.
الحرارة تتغير على مدار الساعة
ويقول الخبراء إن درجات حرارة الجسم، مثل التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية الأخرى، تتغير خلال الأوقات المختلفة على مدار 24 ساعة، ولهذا السبب تتقلب خلال النهار.
و تقول إيفايلا جنيف، الطبيبة في مستشفى كروس وجامعة ولاية نيويورك، والتي ركزت أبحاثها على إيقاعات الساعة البيولوجية لدرجة حرارة الجسم: “تستمر درجة الحرارة في الارتفاع خلال النهار وتبلغ ذروتها قبل حوالي ساعتين من النوم”.
وتتابع،” تكون درجة الحرارة في أدنى مستوياتها قبل ساعتين من الاستيقاظ”.
وأجرت بارسونيت وزملاؤها دراسة نُشرت في الخريف الماضي، حللت 618306 قراءات لدرجة حرارة الفم من مرضى بالغين في مركز ستانفورد للرعاية الصحية بين عامي 2008 و2017.
ووجدت أن درجات الحرارة الطبيعية لديهم تراوحت بين 97.3 فهرنهايت (36,28 درجة مئوية) إلى 98.2 درجة فهرنهايت (36,78 درجة مئوية)، بمتوسط 97.9 درجة فهرنهايت (36,61 درجة مئوية).
وقام الباحثون بتتبع الوقت من اليوم الذي تم فيه قياس درجات الحرارة.
بالإضافة إلى عمر كل مريض وجنسه ووزنه وطوله ومؤشر كتلة الجسم والأدوية والظروف الصحية.
ولتجنب تحريف النتائج، استبعد العلماء المشاركين الذين يتناولون الأدوية التي تؤثر على درجة حرارة الجسم، وأولئك الذين كانوا مصابين بأمراض.
إقرأ أيضا: درجات حرارة الجسم قد تساعد على علاج السمنة
ووجدت الدراسة أن الرجال يميلون إلى أن تكون درجة الحرارة لديهم أقل من النساء.
ورأت الدراسة أيضا، أن القراءات الطبيعية تنخفض مع تقدم العمر.
ولفتت إلى أن درجات الحرارة تكون أدنى في الصباح الباكر وأعلى في وقت متأخر بعد الظهر.
العوامل التي تؤثر على درجة حرارة الجسم
هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تؤثر على درجة حرارة الجسم، مثل شرب الكحول، والطقس البارد أو الحار، وممارسة الرياضة، والغطس في حوض استحمام ساخن أو السباحة في الماء البارد.
إضافة إلى تناول بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا (أدوية الضغط) ومضادات الذهان (الانفصال عن الواقع).
ويمكن لبعض الحالات — مثل قصور الغدة الدرقية، وهو قصور في نشاط الغدة الدرقية — أن تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.
ويقول الخبراء إن درجة الحرارة يمكن أن تصل أيضًا إلى مستويات منخفضة بشكل خطير مع وجود الإنتان، وهو عدوى تهدد الحياة.
“كن طبيب نفسك”
ويرى خبراء صحة أنه يجب على المرء أن يقيس درجة حرارته مرة في الصباح وأخرى في المساء لعدة أيام، للتعرف على النطاق الطبيعي لديه.
ويعتقد الخبراء أن قياس درجة الحرارة عن طريق الشرج هو الأكثر دقة عادة.
ولفتوا أيضا إلى أن مقياس الحرارة عن طريق الفم أكثر موثوقية من قياس الحرارة بواسطة ميزان يوضع تحت الإبط.
كما أكدوا على ضرورة عدم تناول أطعمة باردة أو ساخنة قبل قياس درجة الحرارة عن طريق الفم.