هاشتاغ سوريا- رأي وسام كنعان
لا يمكننا الحديث اليوم عن شيئ أبداً! كيف لنا أن نفتح صفحة سجال فنيّ أو خبر خفيف، ونحن نعضّ أصابعنا من الندم لأننا لم نهاجر؟! البلاد اليوم مترفة بنوائبها… وكأنه مكتوب علينا الفقر والعوز ووجع القلب، إلى أن تقوم الساعة. نبدد مستقبلنا على طوابير الخبز والبنزين. نستمع بتيه حقيقي لخبر جريمتي قتل حصلتا على طابور واحد من أفران دمشق، بعد خلاف رجلين على الدور! نسرف مدركاتنا ودهائنا لنقنع موزّع الغاز بأن يمنحنا مخصصاتنا في الوقت المحدد! ماذا لو كان نائم مثلاً؟ كيف علينا أن نقلق راحته وننزع عليه قيلولته؟! نصوغ حيلنا وننسج مكائدنا لندفع رشوة بالخفاء أو العلن، لموظّف محطّة الوقود، ملاكنا الحارس وتاج أحلامنا هذه الأيّام. نبذل قصارى جهدنا لنداور الحرّ، ونلتّف عليه ونحن نجترح حلاً ذكياً يجعل المروحة تدور عند انقطاع التيّار الكهربائي. نكسر على أنفنا «شوال» بصل ونضحك على النكتة البليدة التي تقول بأن الوزير السابق أخذ معه قاطع الكهرباء، لذا فقد زادت حصصنا من التقنين المبارك! سنبتهج رغماً عن أنوفنا ونحن نراقب وزير النفط يفضي جعبة أسراره بارتباك أمام عدسات الإعلام؟ مالنا عليه للرجل؟! صحيح أنّه أطلّ بعد صمت مطبق على أزمة البنزين الخانقة التي اندلعت منذ أكثر من 15 يوماً ووريت بسكوت مريب من الحكومة الموقرة، لكن يظلّ وزير النفط، أفضل حالاً من الوزير المختص بالشاشات المقصيّة عن الواقع، والمسيّجة بمنطق عمل متهالك، والمصرّة على الغرق أكثر في بحر التخلف المهني! والمسؤول أيضاً عن وكالة أنباء باتت تعرف على أنها موقف باص، والصحف التي أكلها النسيان وطوى صفحاتها الدهر، وما زالت تعيش في حقبة الصمود والتصدّي، حتى بمواجهة الغلاء الفاحش! على الأٌقل وزير النفط قال: صبراً أهل سوريا فمصير خزّانات سياراتكم أن تمتلئ بالوقود في يوم لقاء ربّكم الموعود؟! أو هكذا، فسّرنا كلامه، لذا يتوجّب مخاطبة معاليه…
إن كنت تعيش مثلك مثل المواطنين معاليك فاسمع إذاً: سوريا كلّها عن بكرة أبيها بودّها أن تصرخ في وجهك، وما عليك للتأكد من صدقي سوى أن تراقب صفحات الفيسبوك لتسمع بأذنك، وتقرأ بقلبك، قبل عينك، ونحن نعرف أن القدر ساقك لتحمل أكثر من استطاعتك، لكن يحق القول على مسمعك معاليك ونحن صوت الشارع، ووجع الناس:
مللنا من الصبر لأن بلادنا أقنعتنا أنّه ما وراء الصبر إلا المجرفة والقبر!