أقدم مواطن تركي على قتل طفل بنيران بندقية صيد، بذريعة أن الأخير كان يصدر ضوضاء مع أصدقائه في أثناء لعبهم أمام متجره.
وأثار المتهم استياء واسعا حين برّر ارتكابه الجريمة بالقول: “ظننت أن الأطفال سوريون”.
وفي أولى جلسات المحاكمة التي عُقدت أمام المحكمة الجنائية الثالثة عشرة في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، صرح المتهم قائلا: “كنت أريد تخويف الأطفال فقط. وظننت أن الطفل سوري، لأن الأطفال الأتراك لا يمكن أن يكونوا بهذا الشكل”.
وأضاف أنه أطلق النار عشوائياً من مسافة 20 مترا، وزعم أنه لم يكن على خلاف مع الطفل أو عائلته، وفق وسائل إعلام تركية.
تعود الحادثة الصادمة إلى يوم 26 من آب/أغسطس الماضي، في منطقة “شاهين بي” في غازي عنتاب، حين أقدم المواطن التركي “محسن تاشكين” على قتل الطفل “أمير باقي بايندير” البالغ من العمر 10 سنوات، بإطلاق النار عليه من بندقية صيد، بسبب “انزعاجه من ضجيج الأطفال” الذين كانوا يلعبون أمام متجره، وفق ما أفادت وسائل إعلام تركية حينذاك.
ولدى إطلاق تاشكين النار على الأطفال، أصيب الطفل بايندير بجروح خطيرة، ونُقل إلى مستشفى خاص قريب لكنه فارق الحياة رغم المحاولات الطبية لإنقاذه.
وادعى المتهم خلال الجلسة، أنه معاق في قدميه وأن لسانه أصبح لثغا بعد إصابته بكوفيد- 19، فجاء الأطفال وسخروا منه. وقال: “لقد فعلوا الشيء نفسه في يوم الحادثة، وكانت في أيديهم حجارة، وفتحت النار للتخويف”.
وأضاف: “كان الأطفال يأتون، يشتمون ويهربون، والطفل (المقتول) كان بينهم. اعتقدت أنه سوري، لأن أطفالنا الأتراك ليسوا بهذه الوقاحة”، على حد زعمه.
في إفادتها أمام المحكمة، طالبت تولاي بايندير، والدة الطفل المغدور، بأقصى عقوبة للمتهم مؤكدة أن ما حدث كان عملا متعمدا، وقد قالت: “المتهم حاصر ابني وقتله بدم بارد. جميع أقواله كاذبة”.
بدوره، قال والد الطفل جلال بايندير: “ابني كان يلعب كأي طفل طبيعي في الشارع. لم نتلقى أي شكاوى سابقة. نطالب بتحقيق العدالة وإنزال أقصى عقوبة بالمتهم”.
وأكد أحد الشهود أن المتهم شوهد وهو يحمل بندقية ويوجهها نحو الأطفال قبل الحادث، مشيرا إلى أنه كان يهددهم بشكل واضح.
من جانبها، قررت المحكمة مواصلة حبس المتهم وتأجيل المحاكمة إلى نهاية كانون الثاني/يناير 2025، لاستكمال الاستماع لشهادات الشهود واستدعاء أصدقاء الطفل الذين كانوا معه وقت الحادث.
يشار إلى أن تصريحات المتهم خلال المحاكمة، التي وردت فيها عبارة “ظننتهم سوريين”، أثارت استياء وغضبا واسعين في الأوساط المحلية، واعتبرها متابعون على منصات التواصل الاجتماعي سلوكا عنصريا من المتهم إزاء السوريين في تركيا.