هاشتاغ_ إيفين دوبا
“صيف مبكّر” يتوقّعه أهالي الحسكة، الواقعة في الشمال السوري، ليس بسبب الحرارة المرتفعة، وإنما استعداداً لموسم
انقطاعات المياه الواردة من محطة علوك “مصدر ماء المحافظة الوحيد وما حولها”، كما يحصل كل عام.
عطل غير معلن!
مدير مؤسسة المياه في الحسكة، المهندس محمود العكلة، أوضح أنّ ورشات الصيانة التابعة للمؤسسة،
ومعها ورشات صيانة من مديرية الكهرباء، عملت على إصلاح أعطال العديد من الآبار المتوقّفة عن العمل، منذ أكثر من شهر، في محطة علوك.
وحسب قول العكلة، فقد تمّت صيانة تجهيزات تلك الآبار، ومحطات الضخ الأفقية، واللوحات الكهربائية الخاصة بكل محطة.
وقال العكلة:”في حال استمرّ السماح لورشات الصيانة بالدخول إلى المحطة سنتمكّن من إصلاح باقي الآبار المتوقّفة عن العمل”.
مخاوف من “عملية عسكرية”.
العكلة أشار إلى مخاوف من تأثير أي عدوان عسكري تركي، وينوي الجيش التركي تنفيذها شمال سوريا، وبالتالي تأثيرها على قطع المياه بشكل كامل عن المحافظة، خلال الفترة القليلة القادمة، وتكرار “سيناريوهات الانقطاع”
المستمرة منذ أكثر من عام.
ويشير العكلة إلى أنّه في حال انقطاع مياه علوك فسيتمّ اللجوء إلى الحلول البديلة التي قامت بها المحافظة، استعداداً لمثل هذه الحالات.
ورغم ذلك، فإن الحصيلة النهائية من مجمل تلك الحلول لا تصل إلى تأمين 1500 متر مكعب من المياه للمواطنين في اليوم الواحد، وتشكل ما نسبته 2 في المئة من إجمالي الاحتياجات اليومية لأهالي الحسكة، والتي تبلغ 80 ألف متر مكعب في اليوم الواحد.
“الرمد.. والعمى”!
رغم قلّة التوريدات البديلة، لمواجهة الانقطاع القادم لمحطة علوك، إلا انّ الجهود مستمرة لحفر مزيد من الآبار في الحسكة، وزيادة عمقها لزيادة غزارتها، حسب قول العكلة.
ويضيف مدير مؤسسة المياه، بأنّه تمّ مؤخراً حفر 19 بئراً سطحياً، ضمن منازل المواطنين في المدينة، ليصبح العدد الإجمالي 59 بئراً لكن، هذه الخطوة ربما “لن يكتب لها النجاح وذلك بسبب أن المحافظة تمر بموسم جفاف،
إذ تلاشت المياه في مجرى نهر الخابور الذي يمر وسط مدينة الحسكة هذا العام، وحتى خلال العام الذي قبله، وبالتالي جفت أغلب الآبار السطحية التي حفرها المواطنون”.
وحسب تأكيدات مدير مؤسسة المياه بالحسكة، فقد بدأ أهالي مدينة الحسكة استخدام تلك الآبار للأغراض المنزلية، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.
محطات التحلية.. ليست أفضل حالاً
وضمن خطط الاستعداد لانقطاعات محتملة في المياه الواصلة من محطة علوك، لفت العكلة إلى استمرار تجهيز محطات التحلية، رغم عدم استخدامها حتى الآن.
وخلال الفترة الماضية، تمّ تقديم 4 محطات تحلية من إيران، غزارة الواحدة منها 10 متر مكعب في الساعة الواحدة،
إضافةً إلى 16 محطة أخرى مقدمة من منظمة اليونيسف والهلال الأحمر السوري، وتبلغ غزارتها 1.5 متر مكعب بالساعة للمحطة الواحدة.
هذه المحطات من الممكن أن تسدّ جزءاً من النقص الحاصل في المياه بالمحافظة، كما تضمن وصول مياه نظيفة
لأهالي المحافظة والاستغناء عن عملية توزيع المياه بالصهاريج بما يضمن وجود مياه معقّمة ونظيفة.
الحل.. بالحياد
وتستمر مؤسسة مياه الحسكة بالعمل على جداول لتوزيع مياه علوك “على قلتها”، وذلك من خلال عبر توزيعها على خمسة قطاعات
في المحافظة، يحصل كل قطاع منها على حصة مائية محددة، مرة واحدة كل ست أيام.
ويختم العكلة:” لا حل بديل لإنقاذ وضع المحافظة المائي إلا عبر تحييد محطة علوك وعدم استخدامها كورقة ضغط من قبل تركيا،
وما نقوم به حالياً عبارة عن حلول إسعافية ويجب على المجتمع الدولي وكل الأطراف الفاعلة التحرك لتحييد
المحطة وخاصة أن المعاناة بدأت تتسع مع ارتفاع درجات الحرارة”.
