في الوقت الذي دعا فيه بيان أصدرته الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى عدد من الدول الغربية والعربية للبدء في “وقف مؤقت لإطلاق النار” في لبنان، تتعاظم المخاوف من استمرار الحرب وامتدادها إلى العمليات البرية.
ويقول الكاتب والباحث السياسي اللبناني ميخائيل عوض إن الحرب ستبقى مشتعلة حتى يحقق أحد الطرفين نصرا واضحا لا لبس فيه، فقد فتحت الحرب بوصفها حرب وجود ومصير، مؤكدا أن لا أفق لتسويات أو هدن.
ويضيف عوض في حديث لـ”هاشتاغ”: “رئيس الوزراء الإسرائيلي يخوض الحرب وكأنها حرب نهائية وقال إذا لم تنتصر إسرائيل فلا مكان لها في المنطقة. أيضاً، قال السيد حسن نصرالله إنها حرب وجود ومصير فهي آخر الحروب وسينتصر محور المقاومة”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أن واشنطن تتوقّع أن يقرّر كل من حزب الله و”إسرائيل” في غضون ساعات ما إذا كانا سيستجيبان لهذا النداء.
وكشف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن مقترح مشترك مع الولايات المتحدة لتطبيق وقف إطلاق النار مدة 21 يوما في لبنان.
ويرى الباحث السياسي اللبناني أن المقاومة تستطيع الإكمال في الحرب كونها الطريق الوحيد لكسر قوة “إسرائيل” ومبادرتها الهجومية لفرض الاشتباك البري والسيطرة على مواقع ومستوطنات وهذا ما سيكون قريباً، بحسب قوله.
وتعمل المقاومة في لبنان -بحسب قول “عوض”- لتنسيق النيران بالصواريخ الفرط صوتيه ومسيرات يافا من اليمن والعراق بالتناوب والتنسيق مع استمرار الجبهة اللبنانية وتنشيط العبوات والعمليات الاستشهادية من الضفة وفلسطين 48.
وفي حال استمرت الحرب ولم يوافق الطرفان على هدنة، يقول الباحث السياسي اللبناني إنه بكل تأكيد ستكون هناك نتائج وتبعات بل تغيرات جوهرية وهيكلية في العرب والإقليم والعالم.
ويضيف: “أعلن نتيناهو أنه يسعى إلى تغيير وإعادة هيكلة الشرق الأوسط والمنطقي أن هزيمة إسرائيل ستغير الأمور جوهريا وستنسف كل النظم والكيانات والدول والجغرافيا التي بنيت بعد الحرب العالمية الأولى ومنها إسرائيل والكيانات القاصرة والمصنعة لخدمتها وخدمة السيطرة والغربية وكل هذا سيتغير”.
الغزو البري
أمس الأربعاء، دعا رئيس الأركان الإسرائيلي جنوده إلى الاستعداد لـ”دخول محتمل” إلى لبنان، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل “مهام عملياتية” في الشمال.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، تعهد قبل ذلك بإعادة سكان شمال “إسرائيل” إلى بلداتهم، وأكد أن التصعيد مع حزب الله دخل منعطفا جديدا بتوجيه المزيد من الموارد إلى الجبهة الشمالية.
يوم الإثنين الماضي، وصل التصعيد إلى مرحلة حرجة بتوسيع نطاق وحجم الغارات الإسرائيلية في لبنان، وأي مراقب للمشهد سيتبادر إلى ذهنه تساؤل بشأن ما إذا كانت الأمور ستتجه إلى تصعيد إضافي يتمثل بعملية عسكرية برية إسرائيلية داخل لبنان.
أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وفي خطابه الخميس الماضي عقب تفجير أجهزة ‘البيجر” في لبنان، رد على اقتراح لمسؤول عسكري إسرائيلي بشأن اجتياح لبنان لإنشاء حزام أمني داخل أراضيه، بالقول إن ما تراه “إسرائيل” تهديدا بإنشاء حزام أمني نراه في حزب الله “فرصة تاريخية سيكون لها تأثيرات كبرى على المعركة”.
وفي معرض حديثه، تطرق نصر الله إلى الحزام الأمني الذي أنشأته “إسرائيل” عام 1978 في جنوب لبنان، في إشارة إلى المنطقة الحدودية بين لبنان و”إسرائيل”.
العميد هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث في بيروت، استبعد أن تغزو “إسرائيل” جنوب لبنان وتبقى فيه مدة مطولة، وبرر ذلك بقول إن”إسرائيل اختبرت عواقب التوغل البري سنة 2006 وقبل ذلك لذا سيكون شكل التوغل بعيدا عما حدث سواء في 1982 أم في 2006″.
ويتوقع العميد جابر أن تقتصر العمليات الإسرائيلية البرية في لبنان على مداهمات عبر الحدود وفي نطاق ضيق جدا يشمل مناطق محدودة، مشيرا إلى أن كل مداهمة قد تنفذها “إسرائيل” لن تتعدى يوما واحدا من حيث المدة.
ويرجح العميد جابر أن تستغني “إسرائيل” عن خيار الغزو البري بالاستمرار في تكثيف ضرباتها الجوية وتنفيذ الاغتيالات والعمليات الأمنية السيبرانية.