هاشتاغ _ نور قاسم
قال رئيس دائرة العلوم السياسية بجامعة الخليل في فلسطين الدكتور بلال الشوبكي لـ”هاشتاغ” إن التحولات في الرأي العام بالولايات المتحدة الأمريكية مهمة جداً مقارنةً مع السابق وقادرة على تغيير السياسات الأمريكية، وليس فقط على صعيد الانقسام داخل الحزب الديمقراطي، وإنما بتنامي الفئات المتنوعة المؤيدة للفلسطينيين، و الرافضة للسياسة الأمريكية و الإسرائيلية في الحرب على قطاع غزة.
ولفت إلى أن هذا ما يبدو جليّاً من خلال المسيرات العديدة في واشنطن التي ضمت مئات الآلاف من الأعراق المختلفة سواءّ كانوا من أصول أوروبية آسيوية أو إفريقية أو غيرها للمطالبة بوقف الحرب على فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص.
ويرى “الشوبكي” أن هؤلاء سيكون لهم القدرة في التأثير الكبير على الرأي العام الأمريكي في حال استمرت وتنامت بشكل أوسع وأشمل.
الاحتلال يواجه صعوبات..
بالنسبة للتوغل البري بيّن “الشوبكي” أن الاحتلال يواجه صعوبات قاسية، وهذا ما يبدو واضحاً بما تنشره الفصائل الفلسطينية، وأيضاً وفقاً لما يُنشَر في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ورغم ذلك فليس من المتوقَّع أن تدفعهم هذه الهزائم للتراجع عن محاولات التقدم البري بقدر ما سيغيرون من مخططاتهم في كيفية التعامل مع قطاع غزة، وهذا الأمر الذي يفسِّر عودة اشتداد القصف الجوي على القِطاع.
وأشار “الشوبكي” إلى أنه إذا استمرت المقاومة الفلسطينية بإيقاع الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، فسيؤدي هذا إلى تشكيل وجهة نظر جديدة في الأوساط الإسرائيلية تدفعهم إلى القبول بهدَن إنسانية يصبحون هم بحاجتها أكثر من الفلسطينيين.
لا تصعيد من حزب الله..
فيما يخص الخطاب الأخير من جانب حزب الله بيّن “الشوبكي” في تحليل له بأن نصر الله يحيل الموضوع على أنه مسؤولية فلسطين بالدرجة الأولى وبالتالي صوِّر الخطاب على أنه لا يوجد أي إلزام على حزب الله في أن يكون منخرط بشكل كامل في هذه الحرب، ناهيك عن أنه لم يعطي أي إشارة للتصعيد وإنما عُدَّ بمثابة ترسيخ للمعادلة التي فُرضَت منذ اليوم الثاني في الحرب وهي مشاغلة القوات الموجودة في الجنوب اللبناني.
كما أن الجبهة اللبنانية هي جبهة تضامن فقط وليست مشارِكة بشكل كلي، مشيراً إلى أن هذا الأمر بث نوع من الاطمئنان الآن في الأوساط الإسرائيلية بعد هذا الخطاب.
وأوضح “الشوبكي” بوجود الغموض في الخطاب من ناحية تحديد الخطوط الحمراء التي من الممكن أن تدفع حزب الله للانخراط بالحرب ففي البداية كانت مرتبطة بالدخول البري.
في حين أنهم يتحدثون الآن عن اقترانها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، لافتاً إلى أنها مسألة قابلة للتأويل أي ما هي المقاييس التي على أساسها يمكن القول بأنه تم القضاء عليهم أم لم يتم، وهل في حال تم القضاء على المقاومة سيكون هناك أي جدوى من التدخل من أي طرف آخر وبما فيهم حزب الله؟.
الحرب أهم من الأسرى!..
بالنسبة لملف الأسرى وطريقة تعامل الإسرائيليين مع ملف المحتجزين، في المقاومة الفلسطينية أشار “الشوبكي” إلى أنه من الواضح عدم الاهتمام بهم كأولوية، فبالنسبة إليهم في حال قُتلوا في الحرب فهي ليست بالخسارة الكبيرة لأنهم سيحمِّلون حركة حماس المسؤولية عن كل ما حلَّ بهؤلاء المحتجَزين.
وأشار إلى أن المظاهرات من قِبَل أهالي المحتجزين لم يكن لها هذا التأثير القوي وإنما أحدَثت تغييرات طفيفة مقارنةً مع الصوت الأقوى لأولئك الذين ينادون باستمرار الحرب وجعل عودة المحتجزين في المقام الثاني من حيث الأهمية.