هاشتاغ-رأي زياد شعبو
يعيش المصري محمد صلاح أجمل سنين حياته الاحترافية كلاعب كرة قدم، فمنذ قدومه إلى المرسيسايد منذ أكثر من 8 سنوات، وهو في مسار ثابت من النجومية والعطاء حتى كرس نفسه بين الأيقونات التاريخية لناديه ليڤربول واسماً حاضراً بين أساطير البريميرليغ التاريخيين.
كيف نجح هذا الشاب المصري البسيط وما سر تألقه المستمر وأين سينتهي به المطاف؟
أسئلة نحاول أن نجيب عنها هنا، ونعلم حين ننتهي من الإجابة سيكون هناك سطر جديد يضيفه “الملك المصري” في حدوته الجميلة.
من المقاولين إلى بازل إلى تشلسي إلى روما ثم إلى المجد
ليست الموهبة وحدها رأسمال النجاح، فكثير من اللاعبين اختفوا مع موهبتهم وهم في أول مسيرتهم، وموهبة صلاح هي إيمانه بأحلامه على الرغم من قسوة الظروف التي أحاطت به في بداية رحلته الكروية مع المقاولين العرب، يوما ما اختصرها يورغن كلوب بأن صلاح هنا لأنه لم يكن يملك إلا حلمه، واصفا “مو” بقدوة أجيال.
انتقل صلاح بعدها في أول تجربة احترافية في أوروبا إلى نادي بازل السويسري ليصعد نجمه ويلفت عناية صفوة الأندية الأوروبية بوصفه لاعباً بديلاً يملك السرعة والمهارة الكافية بأقل التكاليف الاقتصادية، وهذا ما أقنع تشلسي بانتدابه ليظل حبيس الدكة مع المدرب جوزيه مورينهو، وينتقل بعدها إلى روما ويضمن لنفسه دقائق لعب أكثر وهذا ما حصل عليه وكرس نفسه بوصفه لاعباً اساسي ذا قيمة فنية حاضرة ولافتة.
يأخذ صلاح بعدها أحد أفضل قراراته وأكثرها جرأة، وينتقل إلى ليڤربول والنادي في بداية مشروع العودة إلى منصات التتويج، رفقة المدرب كلوب ليدخل رهان المغامرة والمقامرة في مشروع لم تتضح معالمه حين ذاك!
وما هي إلا لقطة ويصبح مو نشيدا يردده أكثر جماهير أوروبا وكرة القدم صخبا، ويظهر نجما كرويا بكاريزما وثقة قل نظيرها، ليبدو وكأن كلوب بنى مشروعه على وجود صلاح نفسه، فيقطف صلاح ثمار صبره وأحلامه بقيادة ليڤربول إلى لقب البريميرليغ بعد عقود خلت، وكأس أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد الإنكليزي والدرع الخيرية وأرقامه الفردية تحطم أرقام من سبقوه دفعة واحدة من دون تراجع وبشغف يتجدد كل موسم.
في هذا الموسم تحديداً يعود صلاح بقيادة سلوت إلى الواجهة من جديد مع تصدر فريقه بطولتي الدوري والأبطال ونجاحه بتسجيل 10 أهداف وصناعة 6 أهداف والموسم ما زال في الثلث الأول.
نجاح يتزامن مع ضجيج الكواليس عن ورقة عقد لم توقع بعد ورحلة جديدة قد تبدأ في الصيف إلى برشلونة!
لكنها أخبار لم تتعدَّ مرحلة الضجيج لأن صلاح من الواضح أنه يتشارك قراره مع عائلته التي تتسرب عنها أقاويل إنها مرتاحة في ليڤربول، وحتى كواليس النادي ونجومه وملاكه وجماهيريه ترغب باستمرار صلاح مع النادي نجما للفريق.
ومن المنطقي أن نجاح الموسم الأول للهولندي سلوت سيعني بشكل أو بآخر استمرار صلاح بصفة حجر أساس في استمرار المشروع.
عدا عن دور الصحافة ووسائل الإعلام الإنكليزية التي تركز بشكل مكثف على أرقام صلاح وتضعه في منافسة جانبية تلزمه نفسيا متابعة تحطيم الأرقام والتربع على عرش الأساطير هناك.