في خضم الجهود المستمرة لتحقيق وقف إطلاق النار بين “حماس” و”إسرائيل”، يبرز محور فيلادلفيا كواحدة من النقاط الأكثر تعقيداً في المفاوضات.
ويعد هذا المحور، الذي يمتد على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الأمنية لـ “إسرائيل”، في حين تلعب مصر دوراً مهماً كوسيط إقليمي.
محور فيلادلفيا.. أهمية استراتيجية
يعتبر محور فيلادلفيا عقدة رئيسية في مفاوضات الهدنة بين “حماس” و”إسرائيل”، وذلك مع استمرار الخلافات حول السيطرة الأمنية عليه.
وبينما تسعى الولايات المتحدة ومصر للتوصل إلى تسوية تضمن الاستقرار في المنطقة، يبقى التحدي في إيجاد صيغة توافقية تحظى بقبول جميع الأطراف.
ويمتد محور فيلادلفيا على طول 14 كيلومتراً من ساحل البحر المتوسط إلى معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة.
وقد أُنشئ هذا المحور بناءً على معاهدة “كامب ديفيد” للسلام بين مصر و”إسرائيل” عام 1979، ويعد معبر رفح، الذي يقع عليه، المنفذ الرئيسي لسكان قطاع غزة إلى العالم الخارجي.
السيطرة الإسرائيلية وأهدافها
منذ أيار/ مايو الماضي، أعلنت “إسرائيل” سيطرتها الكاملة على محور فيلادلفيا، ما جعل هذا الشريط الحدودي نقطة توتر رئيسية في المفاوضات.
وتعتبر “إسرائيل” السيطرة على هذا المحور جزءاً من استراتيجيتها الأمنية لمنع تهريب الأسلحة والبضائع إلى غزة، وتعزيز أمنها القومي، بحسب مزاعمها.
الموقف المصري
تلعب مصر دوراً مهماً في الوساطة بين “حماس” و”إسرائيل”، إلا أنها ترفض بشكل قاطع الاقتراحات الإسرائيلية والأميركية التي تهدف إلى التوصل إلى تسوية بشأن الترتيبات الأمنية في منطقة محور فيلادلفيا.
وقد وافقت القاهرة على تسليم مقترحات خرائط محدّثة لانتشار القوات الإسرائيلية في المحور إلى “حماس”، لكنها تؤكد على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية لضمان تحقيق هدنة دائمة.
الضغوط الدولية
وفقًا لموقع “أكسيوس” الأمريكي، قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب الرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
موقف “حماس”
رغم الضغوط الدولية، تستبعد مصادر إسرائيلية إمكانية موافقة “حماس” على بقاء القوات الإسرائيلية في المواقع التي تظهر في الخرائط المحدثة لمقترح الاتفاق.
وترى “حماس” أن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في المحور يعيق تحقيق هدنة شاملة ودائمة.